داو جونز ينتعش مدعومًا بتراجع مفاجئ للتضخم ومهلة جمركية أمريكية صينية
صعد مؤشر داو جونز بدعم من تراجع مفاجئ في بيانات التضخم الأمريكية وتجميد مؤقت للتعريفات الجمركية بين واشنطن وبكين، مما أنعش ثقة المستثمرين. رغم هذا التفاؤل، تظل المخاوف قائمة بشأن تأثيرات السياسات التجارية على التضخم والتوظيف في الأجل المتوسط.

سجل مؤشر داو جونز الصناعي مكاسب ملحوظة يوم الخميس، حيث ارتفع بنحو 200 نقطة، مدفوعًا بتفاؤل المستثمرين بعد صدور بيانات تضخم ضعيفة تشير إلى تراجع الضغوط السعرية في المراحل المبكرة من الإنتاج، ما عزز الآمال بمزيد من الاستقرار الاقتصادي وسط توترات تجارية متقلبة.
أظهرت أرقام مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي (PPI) لشهر أبريل انكماشًا بنسبة 0.5% على أساس شهري، في حين تراجع المؤشر الأساسي بنسبة 0.4%، مما يشير إلى تباطؤ في وتيرة تضخم تكاليف الإنتاج إلى 2.4% سنويًا مقارنة بـ2.7% سابقًا. هذه الأرقام الإيجابية جاءت بعد بيانات مماثلة لمؤشر أسعار المستهلكين، مما دعم شهية المستثمرين للمخاطرة ودفع الأسهم للارتفاع.
في سياق متصل، منح قرار إدارة ترامب بتعليق التعريفات الجمركية البالغة 145% على المنتجات الصينية، والذي قابله رد مماثل من بكين، الأسواق دفعة من الارتياح المؤقت. وتستمر فترة التهدئة التجارية الحالية لمدة 90 يومًا، ما يتيح مجالًا للحوار لكنه لا يلغي المخاوف بالكامل، خاصة أن التعريفات المرتفعة لا تزال قائمة على معظم السلع الصينية.
ورغم موجة التفاؤل الحالية، تبقى التحديات الاقتصادية قائمة، إذ تشير تقديرات وكالة فيتش إلى أن متوسط معدل التعريفة الفعالة في الولايات المتحدة قد يقفز إلى أكثر من 13% في عام 2025، مقارنة بـ2.4% في العام السابق، مما قد يعمق من المخاطر المتعلقة بالتضخم والتوظيف. كما أن استمرار هذه السياسات قد يهيئ الأرضية لما يشبه حالة "ركود تضخمي"، وهي بيئة اقتصادية يصعب التكيف معها.
في هذا الإطار، صرّح جو كوسيك، أحد كبار التنفيذيين في شركة "كالموس إنفستمنتس"، بأن السوق يعيش حاليًا حالة من التفاؤل الحذر، في ظل تراجع المخاوف من الركود، لكن تظل هناك تحديات كبيرة تشكل ما سماه "جدار القلق" أمام المستثمرين.
ينتظر المتداولون يوم الجمعة صدور نتائج مؤشر ثقة المستهلك من جامعة ميتشجان، وسط توقعات بارتفاعه إلى 53.4 بعد أن سجل أدنى مستوى له منذ عامين عند 52.2، ما قد يحدد اتجاه الأسواق في الأيام القادمة.
التوقعات الفنية
نجح مؤشر داو جونز في تجاوز المتوسط المتحرك الأسي لـ200 يوم عند مستوى 41600، مما يعكس قوة نسبية على المدى القصير. ومع ذلك، تشير المؤشرات الفنية إلى أن السوق يتحرك في منطقة تشبّع شرائي، مما يزيد احتمالات حدوث تصحيح قريب ما لم يترافق الصعود مع عوامل دعم إضافية.