داو جونز ينتفض من قاع الخسائر بدعم آمال خفض الفائدة وتراجع مخاوف التوظيف
ارتد مؤشر داو جونز بقوة فوق 44,000 نقطة بعد موجة هبوط حادة، مدعومًا بآمال خفض الفائدة إثر بيانات الوظائف الأمريكية المخيبة للآمال.

استعاد مؤشر داو جونز الصناعي بعضًا من زخمه المفقود مطلع هذا الأسبوع، مرتفعًا بأكثر من 500 نقطة ليتجاوز مستوى 44,000 من جديد، وذلك بعد موجة تراجع استمرت خمسة أيام متأثرة ببيانات الوظائف الأمريكية الضعيفة. التقرير الأخير للوظائف غير الزراعية في يوليو أظهر مكاسب أقل بكثير من المتوقع، إلى جانب مراجعات سلبية كبيرة للشهرين السابقين، ما دفع المستثمرين إلى توقع خفض وشيك في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
التحسن الذي شهده المؤشر بنسبة تفوق 1.8% من أدنى مستوياته يوم الجمعة يأتي كإشارة إيجابية في أسواق كانت تتأرجح تحت ضغط المخاوف الاقتصادية. وعلى الرغم من هذا الانتعاش، لا يزال المؤشر بعيدًا عن ذروته الأخيرة قرب 45,130 نقطة، إلا أنه استطاع التماسك فوق المتوسط المتحرك الأسي لـ50 يومًا، مما يفتح الباب أمام تعافٍ فني محتمل في المدى القريب.
من جهة أخرى، أثار الأداء الضعيف لسوق العمل الأمريكي ردود فعل سياسية حادة، حيث أقال الرئيس دونالد ترامب رئيس مكتب إحصاءات العمل متهمًا إياه بالتلاعب في الأرقام بتوجيه من إدارة بايدن السابقة. هذه الخطوة تأتي في وقت حساس، مع اقتراب الموعد النهائي الجديد الذي حدده ترامب لفرض رسوم جمركية شاملة في 8 أغسطس، وهو ما يزيد من حالة التوتر وعدم اليقين في الأسواق.
وفي ظل هذه التحديات، باتت الأسواق تسعّر خفضًا محتملًا للفائدة بنسبة 90% خلال اجتماع الفيدرالي في 17 سبتمبر، ما دعم معنويات المستثمرين جزئيًا وساهم في تعافي الأسهم. كما تراقب الأسواق التصعيد المتزايد في لهجة ترامب تجاه الهند ودول أخرى تتعامل مع النفط الروسي، مع تهديده بفرض رسوم عقابية جديدة، في محاولة لدفع روسيا إلى وقف عملياتها العسكرية في أوكرانيا.
وبين آمال خفض الفائدة ومخاطر التصعيد التجاري، يبقى مؤشر داو جونز في مرحلة اختبار، حيث تتوازن مكاسب السوق مع الحذر من التطورات السياسية والاقتصادية القادمة.