داو جونز يهوي بعد موجة صدمات: تقارير Nvidia وبيانات الوظائف تفجّران موجة ذعر في وول ستريت

شهد مؤشر داو جونز الصناعي يوم الخميس حالة تذبذب عنيفة، إذ بدأ الجلسة على ارتفاع قوي تجاوز 700 نقطة قبل أن يفقد زخمه وينعكس الاتجاه بسرعة ليسجل هبوطًا حادًا بأكثر من 1100 نقطة من القمة إلى القاع. وبذلك يلامس المؤشر أدنى مستوى له خلال خمسة أسابيع عند 45,732 نقطة، وسط موجة قلق ضربت الأسواق عقب قرار مفاجئ بتأجيل نشر تفاصيل بيانات الوظائف غير الزراعية إلى 16 ديسمبر.

وجاء هذا التراجع ليضع المؤشر على المسار نحو أسوأ أداء أسبوعي منذ مطلع أكتوبر، بعدما انخفض بنسبة 2.2% هذا الأسبوع. ولم تكن الخطوة سلبية على الداو وحده، إذ تعرضت مؤشرات التكنولوجيا لضغوط مماثلة، حيث تراجع مؤشر ناسداك 100 بنسبة تقارب 0.6% بعد اختبار أدنى مستويات الطلب الشرائي منذ حوالي تسعة أسابيع. وعلى الرغم من محاولة الداو استعادة مستوى 46 ألف نقطة خلال تعاملات منتصف اليوم، إلا أنه بقي في منطقة دفاعية بانخفاض يقارب 0.2%.

وفي جانب آخر، تصدرت أسهم الذكاء الاصطناعي المشهد مجددًا، بعدما أثارت نتائج Nvidia شكوكًا واسعة رغم إعلانها نموًا قويًا في المبيعات. فقد كشفت الشركة خلال مكالمة الأرباح عن ارتفاع المخزون غير المباع إلى حوالي 20 مليار دولار بزيادة كبيرة نسبتها 32% خلال ربع واحد، وهو ما يتعارض مع خطابها حول الطلب المرتفع. كما حققت الشركة إيرادات قدرها 19.3 مليار دولار، بينما بلغ التدفق النقدي الناتج 14.5 مليار فقط، ما يكشف فجوة تقارب 5 مليارات دولار ويثير تساؤلات حول جودة الأرباح واستدامة النمو.

وعلى الصعيد الاقتصادي، عاد تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر للصدور بعد توقف دام فترة نتيجة تعليق بعض الأنشطة الحكومية. وأظهر التقرير إضافة 119 ألف وظيفة جديدة، وهو رقم أقوى من المتوقع، ما دفع لتقليص رهانات السوق على خفض أسعار الفائدة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي القادم في 10 ديسمبر. كما تسبب تأجيل بيانات أكتوبر ونوفمبر إلى منتصف ديسمبر في إعادة توجيه توقعات المستثمرين نحو احتمالية تأجيل أي تخفيضات إضافية إلى اجتماع يناير المقبل.