ذهب بلا بريق: باول يبدد آمال الخفض والأسواق تتفاعل مع وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران
تراجعت أسعار الذهب نحو 3300 دولار بفعل تزايد شهية المخاطرة بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بينما عززت تصريحات رئيس الفيدرالي باول التوقعات بإبقاء الفائدة دون تغيير، مما ضاعف من الضغط على المعدن الثمين.

سجلت أسعار الذهب خسائر إضافية يوم الثلاثاء، مع استمرار تراجع الإقبال على الأصول الآمنة في ظل أجواء إيجابية سيطرت على الأسواق بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. جاء ذلك وسط تصريحات حذرة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي أشار إلى قوة الاقتصاد الأمريكي، مما قلل من احتمالية خفض وشيك لأسعار الفائدة.
وفي افتتاح شهادته نصف السنوية أمام الكونغرس، أكد باول التزام البنك المركزي بالحفاظ على استقرار توقعات التضخم، محذرًا من أن أي ارتفاع مؤقت في الأسعار يجب ألا يتحول إلى موجة تضخمية دائمة. وأشار إلى أن الظروف الاقتصادية لا تزال قوية، مما قلص من الرهانات على تيسير السياسة النقدية في يوليو.
ترافق ذلك مع تفاعل الأسواق مع تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التزام إسرائيل وإيران بوقف إطلاق النار، حيث كتب على منصة "تروث سوشيال" أن الاتفاق "ساري ويجب عدم خرقه". ومع ذلك، سرعان ما تصاعدت التوترات مجددًا بعد اتهام إسرائيل لإيران بانتهاك الاتفاق، وهو ما نفته طهران.
في ضوء هذه التطورات، تراجعت أسعار الذهب والنفط نتيجة تراجع المخاوف من تعطل الإمدادات عبر مضيق هرمز، ما ساهم في خفض التوقعات التضخمية التي يراقبها الفيدرالي عن كثب. ورغم أن الأسواق لا تزال تسعّر احتمالية خفض مزدوج للفائدة هذا العام، إلا أن بعض المحللين يرجحون أن يبدأ التيسير في سبتمبر.
من جهة أخرى، أبدت ميشيل بومان، عضو مجلس محافظي الفيدرالي، انفتاحًا على خفض الفائدة إذا استمرت الضغوط السعرية بالتراجع، وهو موقف يتوافق مع تصريحات سابقة لزميلها كريستوفر والر. وتشير أداة "FedWatch" إلى أن احتمالية خفض الفائدة في يوليو ارتفعت إلى 23%.
فنيًا، انخفض الذهب دون المتوسط المتحرك لـ50 يومًا، مما يجعل مستوى 3322 دولار مقاومة فنية هامة، فيما يختبر السعر الآن حاجز الدعم النفسي عند 3300 دولار. يشير مستوى تصحيح فيبوناتشي 38.2% إلى دعم عند 3292 دولار، يليه دعم إضافي عند 3228 دولار. أما في حالة الارتداد، فقد يفتح الصعود نحو 3353 دولار المجال لاستهداف مستويات أعلى، بشرط عودة الزخم الإيجابي، والذي يبدو حاليًا ضعيفًا بحسب مؤشر القوة النسبية RSI الذي انخفض إلى 46.