يُظهر الإيثريوم أداءً باهتًا عند مستوى 2600 دولار، رغم مجموعة من العوامل الإيجابية التي عادةً ما تدفع السعر إلى الأعلى، مثل التدفقات القياسية إلى صناديق الاستثمار المتداولة والتراجع الحاد في المعروض من العملة داخل البورصات. فقد سجلت صناديق الإيثريوم الأمريكية تدفقات إيجابية متواصلة على مدار 12 يومًا، بلغت قيمتها الإجمالية نحو 743.8 مليون دولار، كان أبرزها من صندوق iShares Ethereum Trust التابع لـBlackRock، والذي جمع وحده أكثر من 214,000 إيثريوم منذ منتصف مايو.
في الوقت ذاته، تراجعت احتياطيات الإيثريوم على منصات التداول بأكثر من 450,000 وحدة خلال أسبوع، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2016، في إشارة إلى توجه المستثمرين نحو الاحتفاظ طويل الأجل. ويتزامن ذلك مع ارتفاع ملحوظ في الإيثريوم المُخزن داخل بروتوكولات الشبكة، حيث تم إيداع نحو 255,000 وحدة خلال الأيام الأخيرة، بينما لا يزال أكثر من 300,000 إيثريوم ينتظر التفعيل ضمن شبكة التحقق.
ورغم هذه المعطيات الداعمة، لا تزال حركة السعر محدودة ضمن نطاق ضيق منذ منتصف مايو. وتشير البيانات إلى أن هذا الجمود يعود إلى زيادة في المراكز البيعية قصيرة الأجل، خاصة من قبل صناديق التحوط في بورصة شيكاغو التجارية (CME)، التي رفعت رهاناتها على هبوط السعر بقيمة 1.25 مليار دولار خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. كذلك، شهدت منصة Binance نشاطًا مشابهًا من حيث تضخم المراكز القصيرة.
يرجح المحللون أن العديد من المستثمرين قد لجأوا إلى استراتيجيات استثمار محايدة مثل تلك التي تقدمها منصات DeFi، والتي توازن بين تخزين الإيثريوم وفتح مراكز بيعية للتحوط، بهدف الاستفادة من الفروقات السعرية وعوائد التمويل دون المراهنة على اتجاه واضح للسوق.
وعلى الصعيد الفني، لا يزال الإيثريوم يواجه مقاومة قوية عند خط الاتجاه الصاعد، مما أعاق تقدمه. وقد يؤدي هذا الفشل المتكرر في اختراق المقاومة إلى تراجعه نحو مستوى 2500 دولار، ما لم يحصل على دعم جديد. وفي حال تمكن من تجاوز العقبات الحالية، فقد يختبر مستوى 2750 دولار كمقاومة تالية. وتشير مؤشرات الزخم إلى تراجع القوة الشرائية، ما يُبقي السعر في حالة ترقب حتى يتضح الاتجاه القادم.
