رغم تفوق الأرباح... UPS تتراجع بفعل مخاوف التجارة وتوقعات قاتمة
شهد سهم شركة United Parcel Service (UPS) تقلبات حادة في تداولات يوم الثلاثاء، حيث افتتح بارتفاع بلغ 1.7% بعد إعلان نتائج أرباح تفوقت على توقعات السوق، لكنه سرعان ما فقد زخمه وتراجع في منتصف الجلسة وسط تصاعد المخاوف بشأن مستقبل الشركة في ظل أجواء اقتصادية وتجارِية غير مستقرة.
جاء الأداء المالي للربع الأول من عام 2025 أفضل من المتوقع، حيث سجلت UPS ربحية معدلة للسهم بقيمة 1.49 دولار، متفوقة على تقديرات المحللين بـ11 سنتًا، كما تجاوزت إيراداتها التقديرات الإجماعية بنحو 480 مليون دولار لتصل إلى 21.5 مليار دولار. وعلى الرغم من أن النمو السنوي في الإيرادات لم يتجاوز 1%، فإن الشركة سجلت تحسنًا بنسبة 4% في أرباح السهم مقارنة بالعام السابق.
ورغم هذه النتائج الإيجابية، أحجمت الإدارة عن تحديث توقعاتها لبقية العام، مشيرة إلى الغموض الذي تسببه السياسة التجارية الأمريكية تجاه الصين. وقالت الرئيسة التنفيذية كارول توم إن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تمثل مسارًا ذا ربحية مرتفعة للشركة، ما يزيد من حساسية الأداء المستقبلي تجاه أي تطورات في هذا الملف.
قطاع الشحن المحلي في الولايات المتحدة حقق نموًا ملحوظًا، حيث ارتفعت الإيرادات بنسبة 1.4% نتيجة زيادة الإيرادات لكل طرد بنسبة 4.5%، ما أدى إلى توسيع هامش التشغيل المعدل إلى 7%. كما حقق القطاع الدولي أداءً جيدًا مع نمو الإيرادات بنسبة 2.7% وزيادة بنسبة 7.1% في متوسط الحجم اليومي، وبلغ هامش التشغيل في هذا القطاع 15%.
في المقابل، سجلت خدمات حلول سلسلة التوريد تراجعًا في الإيرادات بنسبة 14.8%، متأثرة بخروج فرع "Coyote" من العمليات.
توقعت UPS تحقيق إيرادات بقيمة 21 مليار دولار في الربع الثاني مع هامش تشغيل يبلغ 9.3%. لكنها لم تُعدل التوجيه السنوي، بانتظار استقرار الأوضاع الاقتصادية وتحديدًا تأثير الرسوم الجمركية الجديدة، والتي تصل إلى 145% على واردات من الصين و125% على صادرات أمريكية.
وأوضحت توم أن نحو 11% من إيرادات الأعمال الدولية تأتي من التجارة بين أمريكا والصين، وهي نسبة مهددة بشدة في ظل الإجراءات الحالية. وأضافت أن الحديث مع العملاء يشير إلى أن العديد من الشركات تقلص مستويات مخزونها وتُعيد هيكلة سلاسل التوريد تحسبًا لتغيرات السوق.
بالنظر إلى التحليل الفني، لا يزال الاتجاه العام للسهم سلبيًا منذ أوائل عام 2022. ومع انتهاء شراكتها مع أمازون، والتحديات التي تفرضها الاتفاقات النقابية، يبدو أن UPS تواجه ضغوطًا مستمرة. يرى المحللون أن منطقة الدعم التالية قد تكون بين 82 و90 دولارًا، وهي مستويات سبق أن شكلت نقاط ارتكاز خلال فترات حرجة في العقد الماضي.
وبينما يستمر المستثمرون في ترقّب موقف أكثر وضوحًا من السياسات التجارية الأمريكية، تبقى آمال تعافي السهم معلقة على تخفيف التوترات الجمركية واستقرار المناخ الاقتصادي العالمي.
