زوج اليورو/الدولار يتراجع وسط ترقب أسبوع حافل بالبيانات الاقتصادية بين الولايات المتحدة ومنطقة اليورو
تراجع زوج اليورو/الدولار (EUR/USD) خلال جلسة التداول الأمريكية يوم الاثنين إلى قرب 1.1345، في ظل أداء ضعيف للعملة الأوروبية قبيل صدور بيانات مهمة هذا الأسبوع، تشمل مؤشر أسعار المستهلكين المنسق (HICP) لشهر أبريل، وبيانات الناتج المحلي الإجمالي (GDP) للربع الأول لمنطقة اليورو ودولها الكبرى. من المتوقع أن يكون لهذه البيانات تأثير كبير على توقعات الأسواق بخصوص مستقبل السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي.
تشير التوقعات إلى تراجع التضخم في منطقة اليورو ليقترب من هدف البنك المركزي الأوروبي عند 2%، وهو أبطأ معدل نمو في ضغوط الأسعار منذ أكتوبر 2024. كما يُتوقع نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.2% على أساس ربع سنوي. وقد يعزز تباطؤ التضخم والنمو التوقعات بخفض أسعار الفائدة مجددًا في اجتماع البنك المركزي الأوروبي المقرر في يونيو.
من جهتها، نقلت رويترز أن صانعي السياسات في البنك المركزي الأوروبي باتوا أكثر اطمئنانًا بشأن خفض الفائدة في يونيو، رغم غياب مؤشرات على رغبة في تخفيف السياسة النقدية بشكل واسع. في هذا السياق، قال كلاس نوت، عضو البنك ومحافظ البنك الهولندي، إن قرارات السياسة في يونيو ستكون معقدة بسبب تغير المخاطر التضخمية على الجانبين، مضيفًا أن التعريفات الجمركية الأمريكية قد تؤدي إلى تباطؤ الطلب وانخفاض التضخم في الأجل القصير.
بدوره، أكد أولي رين، محافظ البنك الفنلندي وعضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، أن استمرار انخفاض التضخم عن المستهدف قد يستدعي خفضًا إضافيًا للفائدة.
الملفات الجيوسياسية تلقي بثقلها على اليورو
في الوقت ذاته، أبقت حالة عدم اليقين بشأن مستقبل العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الضغط على اليورو. وأعرب فالديس دومبروفسكيس، المفوض الاقتصادي والتجاري الأوروبي، عن مخاوفه من صعوبة التوصل إلى اتفاق قريب مع واشنطن بشأن القضايا التجارية.
وفيما يتعلق بالعلاقات بين الولايات المتحدة والصين، أدت التصريحات المتضاربة إلى بقاء المستثمرين في حالة ترقب. ففي حين أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المحادثات مع نظيره الصيني شي جين بينغ تسير بشكل جيد، نفت الصين وجود أي مشاورات تجارية نشطة. كما لم يؤكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت وجود اتصالات مباشرة بين الزعيمين.
المحركات الرئيسية هذا الأسبوع
يركز المستثمرون هذا الأسبوع على مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية، وعلى رأسها تقرير الوظائف غير الزراعية (NFP) المقرر صدوره يوم الجمعة، والذي قد يكون له تأثير كبير على أداء الدولار الأمريكي.
التحليل الفني: تحركات محدودة مع اتجاه صعودي مستمر
يتذبذب زوج اليورو/الدولار قرب مستوى 1.1350 خلال التداولات الأوروبية ليوم الاثنين، محافظًا على اتجاه صاعد تدعمه المؤشرات الفنية. يظهر المتوسط المتحرك الأسي لمدة 20 أسبوعًا اتجاهًا صعوديًا بالقرب من 1.0885، بينما يواصل مؤشر القوة النسبية (RSI) صعوده نحو مستويات التشبع الشرائي فوق 70 نقطة، مما يشير إلى زخم قوي رغم احتمالية حدوث تصحيح.
تقنيًا، يشكل المستوى 1.1500 مقاومة نفسية رئيسية، في حين يمثل مستوى 1.1276 (قمة يوليو 2023) دعمًا محوريًا.
