زوج اليورو/الدولار يهبط بقوة بفعل اتفاق تجاري أمريكي أوروبي يضغط على العملة الموحدة
شهد زوج اليورو/الدولار أكبر تراجع يومي منذ مايو بعد اتفاق تجاري مثير للجدل بين واشنطن وبروكسل، مما عزز الطلب على الدولار وسط ترقب لقرار الفيدرالي الأمريكي.

سجل زوج اليورو/الدولار (EUR/USD) تراجعًا لليوم الثاني على التوالي، متداولًا بالقرب من أدنى مستوياته منذ 23 يونيو، وذلك على خلفية اتفاق تجاري جديد بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عزز من قوة الدولار الأمريكي وأثار انتقادات واسعة في أوروبا. بلغ تراجع الزوج يوم الاثنين 1.30%، وهو أكبر انخفاض يومي له منذ مايو، ليستقر لاحقًا قرب مستوى 1.1532 بانخفاض إضافي بنسبة 0.50%.
الاتفاق الذي أُعلن عنه يوم الأحد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، منح الولايات المتحدة امتيازات واضحة من خلال فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على صادرات أوروبية رئيسية، مقابل التزام أوروبي بشراء 750 مليار دولار من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي خلال ثلاث سنوات، إلى جانب استثمارات بقيمة 600 مليار دولار في قطاعات أمريكية، بتمويل خاص بالكامل دون مساهمة مباشرة من مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
هذا التحول الجيوسياسي دفع المتداولين إلى إعادة تقييم مراكزهم، خاصة بعد أن أظهرت بيانات لجنة تداول السلع الآجلة (CFTC) وجود أكثر من 128 ألف عقد طويل الأجل على اليورو، وهو ما يشير إلى بدء عمليات تصحيح وجني أرباح بعد صعود سابق مدفوع بضعف الدولار.
وعلى الجانب الأمريكي، أظهرت البيانات الاقتصادية إشارات متباينة. فقد تراجع عدد الوظائف الشاغرة إلى 7.437 مليون في يونيو، وفقًا لتقرير JOLTS، في حين ارتفع مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن مجلس المؤتمرات إلى 97.2 في يوليو، متجاوزًا التوقعات، مما عزز النظرة الإيجابية تجاه الاقتصاد الأمريكي وساهم في دعم الدولار.
تتجه الأنظار الآن إلى قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي المنتظر يوم الأربعاء، حيث من المتوقع الإبقاء على معدلات الفائدة دون تغيير، لكن المستثمرين يترقبون نبرة تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول بحثًا عن مؤشرات محتملة بشأن توجه السياسة النقدية، خاصة فيما يتعلق بخفض الفائدة لاحقًا هذا العام. في الوقت ذاته، تترقب الأسواق بيانات منطقة اليورو، لاسيما التقديرات الأولية للناتج المحلي الإجمالي وأرقام ثقة الأعمال والمستهلكين، لما لها من تأثير محتمل على مسار اليورو.