زوج يورو/دولار يرتفع مع رفع الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين والدولار يستفيد من التوقعات الاقتصادية

يواجه زوج اليورو/الدولار ضغوطًا متزايدة مع ارتفاع الدولار عقب هدنة تجارية بين واشنطن وبكين، وسط ترقّب لبيانات التضخم الأمريكية ومخاوف مستمرة من تباطؤ اقتصادي. في الوقت ذاته، تتزايد التوقعات بتيسير نقدي من المركزي الأوروبي إذا استمر ضعف التضخم.

May 13, 2025 - 11:54
زوج يورو/دولار يرتفع مع رفع الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين والدولار يستفيد من التوقعات الاقتصادية

يتداول زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي (EUR/USD) بتوتر واضح قرب مستوى 1.1100، في وقت عززت فيه التطورات التجارية الإيجابية بين الولايات المتحدة والصين من قوة الدولار. ففي أعقاب اتفاق بين القوتين الاقتصاديتين على خفض الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يومًا، ارتفعت شهية المستثمرين للدولار، ما أضعف من أداء اليورو الذي يعاني أيضًا من غياب أي تقدم ملموس في المحادثات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وجاء هذا الاتفاق عقب اجتماعات مكثفة في جنيف، أسفرت عن خفض الرسوم بنسبة 115%، بينما أبقت الولايات المتحدة على تعريفة الفنتانيل، مع إشارات إلى أن الحوار لا يزال "بنّاءً". وقد ساهم هذا الهدوء المؤقت في رفع مؤشرات الأسهم الأمريكية، وعزز من ثقة المستثمرين في الاقتصاد الأمريكي رغم التحذيرات المستمرة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بشأن مخاطر التضخم وتباطؤ النمو.

رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان غولسبي، أشار إلى أن التأثير المتوقع للحرب التجارية على الاقتصاد الأمريكي أصبح أقل حدة مما كان يُعتقد، رغم استمرار ارتفاع الرسوم الجمركية مقارنة بالمستويات السابقة. غولسبي أكد أن تلك الرسوم ما تزال تشكّل عاملًا مثبطًا للنمو وتضغط على الأسعار.

في المقابل، لا يزال الاتحاد الأوروبي في موقف حذر، حيث ألمح إلى استعدادات لإجراءات تجارية مضادة تصل قيمتها إلى 95 مليار يورو، في حال فشل المفاوضات مع واشنطن. أما من ناحية السياسات النقدية، فتزداد التوقعات بأن البنك المركزي الأوروبي سيقدم على خفض أسعار الفائدة مجددًا في اجتماعه المقبل في يونيو، خاصة مع استقرار معدلات التضخم عند مستويات منخفضة نسبيًا.

وعلى الصعيد الفني، يعاني الزوج من ضغوط هبوطية بعد كسره لمستوى الدعم الفني القوي حول 1.1200، في ظل استمرار مؤشر القوة النسبية دون مستوى 40، ما يعزز التوقعات باتجاه هابط. المقاومة التالية تلوح عند 1.1425، بينما يشكّل مستوى 1.0733 دعماً مهماً.

ومع صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي المرتقبة لشهر أبريل، والمتوقع أن تُظهر استقرارًا في معدلات التضخم على أساس سنوي عند 2.4% للرئيسي و2.8% للأساسي، فإن حركة الزوج خلال الساعات المقبلة ستكون محكومة بما تعكسه هذه البيانات من إشارات حول مستقبل السياسة النقدية الأمريكية.