ضغوط البيع تعصف بالبيتكوين وسط توتر تجاري أمريكي – صيني وتراجع شهية المخاطرة

انخفضت أسعار البيتكوين (BTC) يوم الثلاثاء إلى ما دون حاجز 112,000 دولار، لتواصل خسائرها للجلسة الثانية على التوالي وسط ضغوط بيعية متزايدة وتراجع شهية المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر. جاء هذا الانخفاض بعدما اصطدم السعر بمنطقة مقاومة قوية قرب 115,000 دولار، لتتعرض العملة الرائدة لعمليات بيع متسارعة دفعتها نحو أدنى مستوياتها منذ بداية الأسبوع.

وتأتي هذه التحركات السلبية في أعقاب تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين، إذ أعلنت بكين عن فرض رسوم إضافية على شركات الشحن التي تنقل السلع بين البلدين، في ردٍ على إجراءات أمريكية مماثلة استهدفت السفن الصينية. هذه التطورات أجّجت المخاوف بشأن تأثير النزاع التجاري على الاقتصاد العالمي، ودعمت التحول نحو الأصول الآمنة على حساب العملات المشفرة.

في الوقت نفسه، أظهرت بيانات SoSoValue تسجيل صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين بالولايات المتحدة تدفقات خارجة تجاوزت 326 مليون دولار يوم الاثنين، لتسجل ثاني جلسة متتالية من السحوبات، ما يعكس ضعف الإقبال المؤسسي في ظل الأوضاع الراهنة.

من الناحية التقنية، فشل البيتكوين في الحفاظ على مكاسبه السابقة بعد اختباره مستوى تصحيح فيبوناتشي 78.6% عند 115,137 دولار، حيث شكّل المتوسط المتحرك الأسي لـ50 يومًا حاجزًا قويًا أمام أي صعود إضافي. ويشير مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى قراءة دون 50، ما يدل على زيادة الزخم الهبوطي، فيما يدعم تقاطع مؤشر MACD السلبي استمرار الاتجاه الهابط على المدى القصير.

أما على صعيد السياسة النقدية، فتتجه أنظار المستثمرين إلى خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في وقت لاحق اليوم، بحثًا عن مؤشرات جديدة بشأن تخفيضات محتملة في أسعار الفائدة. أي تلميحات متشددة من باول قد تضيف مزيدًا من الضغوط على البيتكوين، الذي يُنظر إليه كأصل عالي المخاطر يتأثر مباشرة بتغيرات السيولة العالمية.

في حال استمرت موجة البيع الحالية، قد يتجه السعر نحو منطقة الدعم التالية قرب 107,200 دولار، بينما تبقى العودة فوق 115,000 دولار شرطًا لاستعادة الزخم الصعودي على المدى القصير.