عضو بنك إنجلترا: صدمات العرض أصبحت هيكلية وتتطلب تغييرًا في نهج السياسة النقدية

حذرت ميجان جرين، عضو لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا، من أن صدمات العرض لم تعد استثناءً مؤقتًا بل أصبحت جزءًا هيكليًا من الاقتصاد العالمي، مؤكدة أن على البنوك المركزية تبني نهج أكثر حذرًا تجاه خفض الفائدة والتعامل مع التضخم.

Sep 24, 2025 - 20:11
عضو بنك إنجلترا: صدمات العرض أصبحت هيكلية وتتطلب تغييرًا في نهج السياسة النقدية

خلال كلمة ألقتها في مدرسة آدم سميث للأعمال بجامعة جلاسكو، دعت ميجان جرين، عضو لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا، إلى إعادة النظر في الطريقة التي تدير بها البنوك المركزية الأزمات الاقتصادية. وأكدت أن الاضطرابات في جانب العرض، مثل تلك التي شهدها العالم أثناء جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا، لم تعد أحداثًا عابرة وإنما أصبحت سمة متكررة وهيكلية في الاقتصاد العالمي.

وأوضحت جرين أن النهج التقليدي الذي اعتاد تجاهل صدمات العرض والتركيز على جانب الطلب لم يعد صالحًا في الوقت الحالي. فالتحديات أصبحت أكثر تعقيدًا ومترابطة، ما يجعل من الصعب على صانعي السياسات تحديد طبيعتها والتعامل معها في الوقت المناسب. لذلك، ترى أن هناك حاجة لتكييف أطر السياسة النقدية بما يتناسب مع هذا الواقع الجديد.

وفيما يخص التضخم، شددت جرين على أن المخاطر تميل الآن إلى الاتجاه الصعودي، وأن استمرار ارتفاع الأسعار يتطلب من البنوك المركزية تبني سياسة أكثر تقييدًا بدلًا من التسرع في خفض الفائدة. وأشارت إلى أن التضخم قد يستجيب أسرع من الإنتاج للإجراءات النقدية عندما يتجاوز المستوى المستهدف لفترات طويلة.

كما أضافت أن السياسة الحذرة ضرورية في المرحلة الراهنة، إذ أن أي اندفاع نحو التيسير قد يقوّض استقرار الأسعار ويزيد من حالة عدم اليقين. وأكدت أنها لا تؤيد عكس السياسات النقدية بشكل متسرع، مشيرة إلى أن مخاطر ضعف الطلب لم تختف لكنها أصبحت أقل تأثيرًا مقارنة بتهديدات صدمات العرض.

واختتمت جرين بالتأكيد على أن سوق العمل لا يثير قلقًا كبيرًا في الوقت الراهن، لكن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية استجابة البنوك المركزية للبيئة الاقتصادية الجديدة، حيث أصبحت الاضطرابات في سلاسل التوريد والتغيرات الجيوسياسية عاملاً رئيسيًا لا يمكن تجاهله.