مؤشر داو جونز ينتعش مع تحفيز مبيعات التجزئة القوية وثقة المستثمرين
سجل مؤشر داو جونز الصناعي مكاسب جديدة مدعومًا بمبيعات التجزئة الأمريكية التي تجاوزت التوقعات، ما عزز الآمال بثبات الاقتصاد رغم ضغوط التضخم والتوترات السياسية. وتتجه الأنظار الآن نحو بيانات ثقة المستهلك لاستكمال قراءة أسبوع حافل بالمؤشرات.

واصل مؤشر داو جونز الصناعي مكاسبه يوم الخميس، مستمدًا زخمه من بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية لشهر يونيو التي جاءت أفضل من المتوقع، حيث ارتفعت بنسبة 0.6% مقارنة بانخفاض 0.9% في مايو. هذا التحسن ساهم في تهدئة المخاوف بشأن تباطؤ اقتصادي محتمل، بالتزامن مع نتائج أرباح فصلية فاقت التقديرات بنسبة 88% من الشركات المعلنة.
استفاد المؤشر من تفاؤل المستثمرين، الذين تجاهلوا بشكل متزايد المخاوف المتعلقة بالتضخم المرتفع، وتصاعد لهجة الإدارة الأمريكية بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، وسط تهديدات صريحة من الرئيس ترامب بعزل رئيسه جيروم باول قبل نهاية ولايته.
وفي سياق داعم آخر، انخفضت طلبات إعانة البطالة الأسبوعية إلى 221 ألف، أي أقل من التقديرات التي كانت تشير إلى 235 ألف، مما يعكس استمرار متانة سوق العمل الأمريكي.
لكن على الرغم من هذه الإيجابيات، لا تزال التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة غير واضحة. فارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين CPI في وقت سابق من الأسبوع أعاد إشعال المخاوف من استمرار التضخم، بينما ساعدت قراءة مؤشر أسعار المنتجين PPI الأقل من المتوقع، وبيانات مبيعات التجزئة الإيجابية، في تهدئة هذه المخاوف جزئيًا.
إلا أن تفاصيل الأرقام تطرح علامات استفهام، حيث لا تعكس بيانات PPI آثار الرسوم الجمركية المرتفعة، كما أن مبيعات التجزئة تحسب دون تعديل موسمي أو تضخمي، ما يعني أن ارتفاعها قد يكون ناتجًا عن الأسعار وليس حجم الشراء الفعلي. وتشير البيانات المعدلة إلى أن مبيعات التجزئة الحقيقية لم تشهد نموًا ملحوظًا منذ منتصف 2021.
فنيًا، لا يزال مؤشر داو جونز يجد دعمًا حول مستوى 44,000 نقطة، لكنه يواجه صعوبات في استعادة ذروته الأخيرة فوق 44,800. ويتطلع المستثمرون إلى اختراق جديد نحو مستوى 45,000، وسط ترقب لبيانات ثقة المستهلك المنتظرة يوم الجمعة، والتي قد تحدد مسار المؤشر لبقية الشهر.