نبرة متشددة من الفيدرالي تبقي الأسواق في ترقب.. والدولار يتعرض لضغوط متزايدة
يواصل بنك الاحتياطي الفيدرالي تبني نبرة حذرة ومتشدة، مع تثبيت أسعار الفائدة وتراجع فرص خفضها قريبًا، فيما تُبقي الأسواق أنظارها على تصريحات مسؤولي الفيدرالي. في الوقت نفسه، يتعرض الدولار الأمريكي لضغوط متزايدة عقب خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة.

ما تزال لهجة بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تميل إلى التشدد، الذي حافظ على بقائه في المنطقة المتشددة رغم الانخفاض الطفيف بعد اجتماع مايو، حيث ثبت الفيدرالي أسعار الفائدة عند نطاق 4.25%–4.50%، في خطوة كانت متوقعة على نطاق واسع.
رئيس الفيدرالي جيروم باول أكد في مؤتمره الصحفي عقب الاجتماع أن الوقت لا يزال غير مناسب لاتخاذ خطوات جديدة في السياسة النقدية، مشيرًا إلى تزايد الضبابية المحيطة بالتوقعات الاقتصادية، ما يجعل التريث الخيار الأكثر حكمة حاليًا. وبينما تراجعت توقعات التضخم السنوي إلى 2.5% خلال أبريل، حسب بيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي، فإن الفيدرالي لم يجد ما يدعو للاطمئنان، لا سيما مع استمرار الشكوك حول تأثير الرسوم الجمركية.
ورغم إشادة نائب رئيس الفيدرالي فيليب جيفرسون بتحسن بيانات التضخم، إلا أنه أوضح أن هناك حاجة للمزيد من البيانات لتحديد ما إذا كان هذا التحسن دائمًا أم ظرفيًا. في المقابل، تبنى رافائيل بوستيك، رئيس فرع الاحتياطي في أتلانتا، موقفًا أكثر تحفظًا بقوله إن الفيدرالي قد يُجري خفضًا واحدًا فقط في أسعار الفائدة خلال عام 2025.
من المرتقب أن يدلي عدد من أعضاء الفيدرالي بخطابات خلال اليوم، بمن فيهم بوستيك نفسه، وجون ويليامز (نيويورك)، ولوري لوجان (دالاس)، ونيل كاشكاري (مينيابوليس)، حيث ستكون الأسواق على أهبة الاستعداد لالتقاط أي إشارات تغير في موقف الفيدرالي.
وبحسب أداة FedWatch التابعة لمجموعة CME، فإن احتمالات خفض الفائدة في اجتماع يونيو المقبل لا تكاد تُذكر، فيما تشير التوقعات إلى احتمال تقليص أسعار الفائدة مرتين على الأقل خلال عام 2025، وهو ما يُبقي الدولار الأمريكي تحت ضغط، خاصة مع تأثير خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من قبل وكالة موديز إلى AA1. هذا القرار، الذي أرجعته الوكالة إلى تزايد الديون الأمريكية وضعف المعالجات المالية، أسهم في تراجع مؤشر الدولار بأكثر من 0.8%، ليصل إلى 100.12، مما زاد من ضعف العملة أمام سلة من العملات الرئيسية.