وول ستريت تتنفس الصعداء رغم أجواء الحرب: داو جونز يقفز بأكثر من 400 نقطة
ارتفعت الأسهم الأمريكية بشكل قوي بعد خسائر حادة، مدفوعة بتفاؤل المستثمرين حول احتمالية بقاء النزاع بين إيران وإسرائيل ضمن نطاق محدود، مما هدّأ مخاوف الأسواق وخفّض أسعار النفط. مؤشرات وول ستريت تعافت بقوة، في وقت يترقب فيه الجميع قرار الفيدرالي الأمريكي وسط ضغط سياسي.

شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية انتعاشًا ملحوظًا في تعاملات يوم الإثنين، إذ دعم تفاؤل المستثمرين باحتمال انحصار النزاع الإيراني الإسرائيلي داخل إطار محدود من التوسع، الأجواء العامة للأسواق، وساهم في تهدئة موجة القلق التي سبّبت قفزة بأسعار النفط في وقت سابق.
وسجّل مؤشر "داو جونز" الصناعي مكاسب بأكثر من 430 نقطة، أي ما يقارب 1%، بينما ارتفع "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 1.1%، وحقق "ناسداك" قفزة أكبر قاربت 1.35%.
في المقابل، انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 1% إلى حوالي 71.87 دولار للبرميل، بعدما وصل إلى أكثر من 77 دولارًا خلال التداولات الليلية، مما أعاد بعض الشهية للمخاطرة إلى السوق، خاصة في أسهم الشركات التقنية الكبرى.
وقفزت أسهم شركات مثل "تسلا" و"ميتا" بنسبة تجاوزت 1% و2% على التوالي، في حين ارتفعت أسهم "بالانتير" — التي يُنظر إليها كمستفيد محتمل من التوترات الجيوسياسية — بأكثر من 5%.
وتأتي هذه التحركات في ظل متابعة حثيثة من المستثمرين للتطورات في الشرق الأوسط، بعد الغارات الإسرائيلية على إيران وردّ الأخيرة بإطلاق صواريخ، ما ساهم في إذكاء التوترات.
وذكر "كريشنا جوها"، نائب رئيس شركة "إيفركور آي إس آي"، في مذكرة تحليلية أن الأسواق بدأت تستشعر بعض الارتياح مع احتمالية بقاء النزاع محدودًا. لكنه أشار إلى أن مخاطر التصعيد لا تزال قائمة، خاصة إذا طال تأثيرها قطاع الطاقة، ما قد يستدعي تدخلًا أمريكيًا.
وتواصلت العمليات العسكرية لليوم الرابع، وركّز الطرفان على استهداف البنية التحتية للطاقة، مما زاد من مخاوف الأسواق حيال مستقبل الإمدادات وأسعار الطاقة. وفي هذا السياق، أعلنت إيران أنها تدرس إغلاق مضيق هرمز، بينما أكدت إسرائيل تحقيق تفوق جوي، وفقًا لتصريحات عسكرية.
وكانت الأسواق قد شهدت موجة بيع قوية يوم الجمعة، حيث فقد "داو جونز" أكثر من 700 نقطة، وتراجعت المؤشرات الثلاثة الكبرى بأكثر من 1% لكل منها، لتنهي الأسبوع بخسائر متفاوتة.
في الوقت ذاته، تلقى المستثمرون بيانات ضعيفة من قطاع التصنيع الأمريكي، وذلك قبل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المنتظر. وتشير التوقعات الحالية إلى أن الفيدرالي سيبقي على أسعار الفائدة دون تغيير، رغم الضغوط التي يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتقليصها، خاصة مع استمرار أسعار النفط المرتفعة، التي تدعم بقاء السياسة النقدية متشددة لفترة أطول.