وول ستريت على صفيح ساخن: تريليونات في مهب التقلبات وسط هدنة تجارية وتضخم منخفض
تتأرجح الأسواق الأمريكية بين التفاؤل بشأن هدنة تجارية مؤقتة بين واشنطن وبكين وبيانات تضخم مشجعة، مقابل تحذيرات من ارتفاع التكاليف لدى بعض الشركات، فيما تترقب وول ستريت "جمعة التقلبات" التي تشهد انتهاء عقود خيارات تفوق قيمتها 2.8 تريليون دولار.

شهدت الأسواق الأمريكية بداية متباينة لتداولات الجمعة، حيث صعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.1% بعد سلسلة أرباح امتدت لأربع جلسات متتالية، مدعومًا بتطورات إيجابية على صعيد الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب بيانات اقتصادية تشير إلى تراجع في وتيرة التضخم. في المقابل، ارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 0.2%، بينما تراجع داو جونز بمقدار 74 نقطة أو ما يعادل 0.2%.
هدنة تجارية تعزز شهية المخاطرة
التفاؤل ساد بين المستثمرين هذا الأسبوع بعد أن توصلت واشنطن وبكين إلى هدنة مؤقتة تمتد 90 يومًا حول الرسوم الجمركية، مما خفف من حدة المخاوف المتعلقة بتصاعد النزاع التجاري وأثره على الاقتصاد العالمي. انعكس هذا الارتياح بشكل إيجابي على مؤشرات وول ستريت، حيث سجل ستاندرد آند بورز 500 ارتفاعًا أسبوعيًا بنسبة 4.5%، بينما ارتفع داو جونز بنسبة 2.6%، وحقق ناسداك قفزة فاقت 6%
بيانات التضخم تدعم الاتجاه الصاعد
حصلت الأسواق على دفعة معنوية إضافية بعد صدور تقرير أظهر انخفاضًا في أسعار المنتجين بنسبة 0.5% خلال أبريل، إضافة إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلكين التي أظهرت تباطؤ النمو السنوي للأسعار إلى 2.3%، في أدنى قراءة منذ أكثر من ثلاث سنوات، ما عزز الآمال بقرب تخفيف السياسة النقدية.
تحذيرات من الشركات وتوقعات بتقلبات حادة
رغم التحسن النسبي في المزاج العام، أطلقت بعض الشركات الكبرى تحذيرات بشأن الأثر المحتمل للرسوم على تكاليف الإنتاج. وأشارت شركة وول مارت إلى احتمالية رفع الأسعار في وقت لاحق من الشهر، ما يعكس ضغطًا مستمرًا على سلاسل التوريد والمستهلكين.
ورأت كالي كوكس، المحللة في ريثولتز، أن المستثمرين يتصرفون بناءً على تفاؤل مؤقت قد لا يصمد طويلاً، في ظل غياب مؤشرات اقتصادية قوية وحاسمة، لافتةً إلى وجود توتر كامن بدأ يظهر في شكل تحذيرات مبكرة من بعض الشركات.
"جمعة التقلبات الكبرى": 2.8 تريليون دولار تحت المجهر
وفي تطور قد يزيد من حدة التقلبات، تستعد الأسواق لما يُعرف بـ"جمعة التقلبات"، وهي فترة انتهاء صلاحية عدد كبير من عقود الخيارات. ووفقًا لتقديرات غولدمان ساكس، فإن ما يزيد عن 2.8 تريليون دولار من الانكشاف الاسمي على عقود الخيارات ينتهي اليوم، وهو أعلى مستوى يُسجل في شهر مايو بتاريخ السوق، ما يزيد احتمالات حدوث تذبذبات حادة في حركة الأسهم.