آمال خفض الفائدة الأمريكية تُبقي اليورو قويًا رغم بيانات أوروبية باهتة
رغم التراجع الطفيف، حافظ اليورو على قربه من أعلى مستوياته الأخيرة أمام الدولار، مدعومًا بتزايد التوقعات بتخفيض قريب للفائدة الأمريكية إثر بيانات التوظيف المخيبة.

يحافظ زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي (EUR/USD) على موقعه بالقرب من أعلى مستوياته الأخيرة، متأثرًا بتراجع الدولار على خلفية بيانات أمريكية ضعيفة، رغم التراجع الطفيف في بداية تداولات الأسبوع. فقد أثار تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر يوليو، والذي كشف عن أرقام أقل بكثير من المتوقع، مخاوف من تباطؤ اقتصادي محتمل في الولايات المتحدة، مما عزز التوقعات بخفض الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي.
وبينما لا تزال العملة الموحدة فوق مستوى 1.1550، فإنها تراجعت قليلاً من قمتها الأخيرة عند 1.1600. هذا الارتفاع جاء بعد أن ارتد الزوج من أدنى مستوياته في عدة أسابيع عند 1.1400، والتي سجلها قبيل صدور بيانات الوظائف الأمريكية. التقرير أظهر أن الاقتصاد أضاف 73 ألف وظيفة فقط، مقارنةً بتوقعات بلغت 110 آلاف، كما تم تعديل أرقام مايو ويونيو بشكل كبير نحو الأسفل، مما زاد من ضغوط السوق على الفيدرالي لتخفيف السياسة النقدية.
وفي خطوة أثارت الجدل، أقال الرئيس دونالد ترامب مفوضة مكتب إحصاءات العمل بعد إصدار التقرير، مدعيًا أن البيانات تعكس تحيزًا سياسيًا. تزامن ذلك مع استقالة عضوة مجلس الاحتياطي الفيدرالي أدريانا كوغلار، مما يمهّد الطريق أمام تعيين شخصية أكثر توافقًا مع سياسة خفض الفائدة، وهو ما ساهم أيضًا في تراجع قيمة الدولار.
على الجانب الأوروبي، لم تكن البيانات الاقتصادية داعمة لليورو، حيث انخفض مؤشر ثقة المستثمرين Sentix إلى -3.7، وهو أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر، في وقت كانت فيه الأسواق تتوقع تحسنًا. كما فشلت مفاوضات التجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في تقديم أي دعم للعملة الأوروبية.
وبينما بقي الزوج دون مستوى 1.1600 – وهو مستوى دعم سابق – فإنه يتداول ضمن نطاق سعري متسع يشير إلى سوق غير مستقرة تتسم بالعاطفة والتقلب. وعلى المدى القريب، يُظهر الاتجاه إشارات إيجابية محدودة، مع وجود مقاومة فنية في النطاق 1.1715 – 1.1760، ودعم فوري عند 1.1550 و1.1515. وفي حال حدوث كسر دون هذه المستويات، قد يعاود الزوج زيارة قاع الأسبوع الماضي قرب 1.1390.
أما اليوم، فتتجه الأنظار إلى بيانات طلبات المصانع الأمريكية، والتي من المتوقع أن تسجل انخفاضًا حادًا، ما قد يزيد الضغط على الدولار في حال تأكد هذا التراجع.