أسهم ميرك تتهاوى وسط مخاوف من سياسات ترامب تجاه شركات الأدوية الأجنبية
أسهم شركة ميرك تنخفض إلى ما دون 80 دولارًا وسط مخاوف من فرض تعريفات أمريكية جديدة على الأدوية المستوردة، بعد توقيع ترامب أوامر تنفيذية تستهدف زيادة الإنتاج المحلي. المستثمرون يترقبون إعلانًا رئاسيًا وشيكًا قد يحدد مستقبل القطاع الدوائي.

تراجعت أسهم شركة ميرك (MRK) بشكل حاد يوم الثلاثاء، متصدّرة قائمة أسوأ الأسهم أداءً في مؤشر داو جونز، بعدما انخفضت بنحو 4.8% في ظل تصاعد القلق من احتمالية فرض تعريفات جمركية على الأدوية المستوردة، وهو ما أثار موجة بيع واسعة في قطاع الرعاية الصحية.
تأتي هذه الخسائر بعد توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يهدف إلى تسريع عمليات الموافقة على مصانع الأدوية المحلية وزيادة القيود على المصنعين الأجانب، بما في ذلك فرض رسوم تفتيش أعلى وتشديد الإفصاح عن مصادر المواد الفعالة. هذه السياسات قد تعني ارتفاع تكاليف التصنيع خارج الولايات المتحدة، مما يضع مزيدًا من الضغط على شركات مثل ميرك التي تعتمد على سلاسل توريد دولية.
ورغم أن ترامب حاول بث التفاؤل خلال لقائه مع رئيس الوزراء الكندي الجديد، مارك كارني، بإعلانه عن "إعلان مهم جدًا" مرتقب خلال الأيام المقبلة، إلا أن الأسواق لم تتفاعل بإيجابية، خصوصًا بعدما أوضح لاحقًا أن الإعلان قد لا يتعلق بالتجارة بشكل مباشر.
المخاوف تتزايد بشأن نية الإدارة الأمريكية إعادة النظر في الإعفاءات الحالية لصناعة الأدوية من الرسوم الجمركية، بعد أن ألمح ترامب سابقًا إلى أن القطاع قد يواجه تعريفات جديدة قريبًا. وفي تصريحه السابق خلال أبريل، أكد الرئيس أن فرض رسوم عالية قد يدفع الشركات لنقل إنتاجها إلى داخل الولايات المتحدة بشكل أسرع.
يأتي ذلك في وقت تقوم فيه ميرك ببناء مصنع ضخم بقيمة مليار دولار في ولاية ديلاوير، من المتوقع أن يكون مركزًا لإنتاج دوائها الرائد "كيترودا"، المستخدم على نطاق واسع في علاج السرطان. إلا أن المصنع لا يزال في مرحلة البناء، ومن المتوقع أن يستغرق عدة سنوات قبل تشغيله.
على صعيد التحليل الفني، يتجه سهم ميرك نحو مناطق دعم حرجة قد تحدد نقطة التحول القادمة، إذ يقترب من مستوى 73.51 دولار – وهو امتداد فيبوناتشي رئيسي – والذي يتوافق مع منطقة شراء قوية تم اختبارها بين عامي 2020 و2022. وإذا استمرت الضغوط السياسية والتنظيمية، قد تنخفض أسعار السهم بأقل من 10% قبل أن تجد قاعدة مستقرة.
في المحصلة، تتعرض ميرك لتقلبات شديدة مدفوعة بمزيج من قرارات سياسية غير محسومة وضغوط تنظيمية متزايدة، ما يعكس حالة من الترقب والحذر في أوساط المستثمرين بقطاع الرعاية الصحية.