الأسواق تتعثر بعد خفض التصنيف الأمريكي: داو جونز يتراجع والتكنولوجيا في مرمى الخسائر
تراجعت الأسهم الأمريكية بقوة بعد أن خفضت وكالة موديز التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، ما أدى إلى ارتفاع عوائد السندات وتفاقم الضغوط السوقية.

شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية تراجعًا حادًا مع بداية الأسبوع، متأثرةً بقرار وكالة موديز تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، وهو ما زاد من توتر المستثمرين ودفع عوائد السندات إلى مستويات مرتفعة. فقد تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 230 نقطة (0.5%)، بينما هبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.9%، وسجل مؤشر ناسداك خسارة أعمق بلغت 1.3%.
وجاء خفض موديز لتصنيف الديون السيادية الأمريكية من Aaa إلى Aa1 كتحذير من تفاقم عجز الميزانية وارتفاع تكلفة خدمة الدين العام، ما يعكس تحديات كبيرة في تمويل الإنفاق الفيدرالي خلال المرحلة المقبلة. كما ساهمت بيئة الفائدة المرتفعة في تقليص جاذبية السندات الأمريكية، حيث قفز العائد على سندات الثلاثين عامًا إلى ما يفوق 5%، وتجاوز عائد السندات لأجل عشر سنوات مستوى 4.5%.
في هذا السياق، أشار بيتر بوكفار، كبير مسؤولي الاستثمار في مجموعة بليكلي المالية، إلى أن الطلب الأجنبي على السندات الأمريكية بات أضعف مما كان عليه، وسط نمو متواصل للدين العام، وهو ما وصفه برسالة رمزية قوية تعكس نظرة سلبية من وكالة تصنيف كبرى.
قطاع التكنولوجيا كان الأكثر تضررًا من هذه التطورات، إذ تأثرت الشركات الحساسة لتغيرات السوق بفعل القفزة في العوائد. فقد انخفضت أسهم بلانتير بنحو 3%، وسجلت تسلا تراجعًا بنسبة 4%، في حين فقدت أسهم نفيديا نحو 2% من قيمتها.
يأتي هذا التراجع الحاد بعد أسبوع مميز للأسواق، حيث دعمت أخبار الاتفاق التجاري بين واشنطن وبكين موجة صعود قوية، خصوصًا لمؤشر ناسداك الذي قفز بأكثر من 7%. كما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة فاقت 5%، وحقق داو جونز مكاسب تجاوزت 3%. غير أن موجة التفاؤل تبخرت مع خفض التصنيف وعودة الضغوط على السندات، وهو ما يثير تساؤلات حول استدامة هذا الأداء الإيجابي.
يرى المتابعون أن استمرار التحسن في العلاقات التجارية قد يساعد على إعادة الزخم للأسواق، لكن في المقابل، فإن الارتفاع المتواصل في العوائد قد يعوق تدفق الاستثمارات ويزيد من حالة الحذر بين المستثمرين، خصوصًا في القطاعات الأكثر حساسية للمخاطر.