شهدت الأسواق المالية العالمية اضطرابًا ملحوظًا يوم الجمعة، عقب تنفيذ إسرائيل هجمات ليلية استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية ومسؤولين إيرانيين، ما أثار توترًا واسعًا في المنطقة. ورغم تأكيد إدارة ترامب معرفتها المسبقة بالتصعيد، إلا أنها نفت أي مشاركة مباشرة في هذه العمليات.
هذا التصعيد أدى إلى قفزة في أسعار النفط تجاوزت 8%، مع تزايد التوقعات برد إيراني عبر صواريخ أو طائرات مسيرة. بعض المحللين يرون أن هذا الارتفاع الحاد في أسعار النفط قد يُنهي الاتجاه التنازلي للتضخم في الولايات المتحدة، فيما توقعت "جي بي مورغان" في مذكرة بحثية أن تؤدي حرب شاملة إلى بلوغ سعر النفط 120 دولارًا للبرميل، ورفع مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي إلى 5%.
في أولى ساعات التداول، سجلت المؤشرات الأمريكية الرئيسية انخفاضات واضحة، حيث تراجع مؤشر داو جونز الصناعي وناسداك المركب بنسبة 1%، في حين انخفض S&P 500 بنسبة 0.8%. كما انعكس التوتر على الأسواق الأوروبية، حيث هبط مؤشرا DAX الألماني وCAC 40 الفرنسي بأكثر من 1%.
وبخلاف المعتاد في الأزمات، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية، بدلًا من أن تتجه للهبوط، في حين سجلت أسهم شركات الطاقة والدفاع مكاسب ملحوظة.
الرئيس دونالد ترامب دعا طهران مجددًا لإبرام صفقة سلام، غير أن فرص المفاوضات باتت ضئيلة في ظل التصعيد العسكري. يأتي ذلك في ظل تصريحات سابقة لوزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده، حذر فيها من أن أي هجمات إسرائيلية قد تقود إلى استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة.
وفي تفاصيل سوق الأسهم، أظهر مؤشر داو جونز خسائر ملموسة، حيث افتتح على تراجع قرب مستوى 42,500 نقطة بعد أن أنهى جلسة الخميس دون 43,000. فقط خمسة أسهم من أصل 30 سجلت مكاسب، أبرزها: شيفرون، ميرك، فيريزون، جونسون آند جونسون، وآبل، فيما شهدت شركات مثل فيزا، شيروين-ويليامز، أمريكان إكسبريس وبوينغ خسائر متفاوتة.
كما تأثرت شركات بطاقات الائتمان بأنباء عن نية أمازون ووول مارت إطلاق عملات مستقرة لتقليل الاعتماد على البطاقات التقليدية، في حين تواجه بوينغ أزمة جديدة بعد تحقيقات بشأن طائرة "دريملاينر" في الهند.
