الإسترليني يواصل الصعود مستفيدًا من ضغوط الدولار وترقّب خفض الفائدة الأمريكية
صعد الجنيه الإسترليني أمام الدولار مع تزايد رهانات خفض الفائدة الأمريكية وتبنّي بنك إنجلترا نهجًا حذرًا في التيسير النقدي.
سجّل الجنيه الإسترليني ارتفاعًا ملحوظًا أمام الدولار الأمريكي خلال التعاملات الأوروبية يوم الأربعاء، متقدمًا بنحو 0.16% ليقترب من مستوى 1.3320، في ظل تراجع طفيف للدولار قبيل إعلان السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.
وجاء ضغط الدولار مدفوعًا بتوقعات شبه مؤكدة بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق يتراوح بين 3.50% و3.75%، حيث تشير بيانات أداة CME FedWatch إلى احتمالية تبلغ نحو 87.6% لتنفيذ هذا الخفض، ليكون الثالث على التوالي.
وتستند هذه الرهانات إلى المخاوف المتزايدة بشأن سوق العمل الأمريكي، بعدما ظهرت مؤشرات على تباطؤ نمو الوظائف خلال الأشهر الماضية. وكان رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، قد أقر في اجتماع أكتوبر بأن الطلب على العمالة قد تراجع بشكل واضح، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن خفض الفائدة مستقبلاً ليس أمرًا مضمونًا.
وفي المقابل، أشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز، إلى أن المخاطر المرتبطة بسوق العمل ما زالت قائمة، لكنه لمح إلى وجود مساحة لمزيد من التخفيضات، في ظل بقاء السياسة النقدية داخل النطاق التقييدي بشكل معتدل.
ينتظر المستثمرون باهتمام بيان الفيدرالي، و"مخطط النقاط"، إضافة إلى المؤتمر الصحفي لباول، للحصول على دلائل أوضح حول مسار السياسة النقدية في المرحلة المقبلة، مع استبعاد أن يتبنى الفيدرالي نهجًا تيسيريًا حادًا بسبب استمرار التضخم فوق مستهدف 2%.
وعلى الجانب البريطاني، تلقى الجنيه الإسترليني دعمًا إضافيًا من تصريحات مسؤولي بنك إنجلترا، الذين أبدوا تفضيلًا واضحًا لنهج تدريجي في تخفيف السياسة النقدية بدلًا من خطوات سريعة. وأكدت كلير لومبارديلي قلقها من استمرار المخاطر التضخمية، فيما شدد ديف رامسدين على أهمية التخفيف التدريجي لتقييم توازن المخاطر بشكل دقيق.
كما تترقب الأسواق تصريحات محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي خلال مؤتمر فاينانشال تايمز في لندن، بحثًا عن إشارات إضافية بشأن توجهات السياسة النقدية البريطانية، خاصة مع توقعات بخفض الفائدة البريطانية بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل.
فنيًا، يواصل زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي التداول أعلى المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا عند 1.3249، ما يدعم النظرة الصعودية على المدى القصير. ويعزز مؤشر القوة النسبية، الذي يتمركز قرب مستوى 58.9، هذا الزخم الإيجابي دون الإشارة إلى حالة تشبع شرائي.
وفي حال حافظ الزوج على تداوله فوق هذا المتوسط، قد يستمر الاتجاه الصعودي، بينما قد يؤدي الفشل في ذلك إلى تراجع أوسع باتجاه منطقة 1.3026، التي تمثل خط الاتجاه الهابط الذي تم اختراقه مؤخرًا.