الإيثريوم يعود إلى دائرة الضوء: تدفقات مؤسسية قياسية وانخفاض احتياطيات البورصات يعيدان الزخم الصعودي
يستعيد الإيثريوم زخمه مع تدفقات أسبوعية قوية تجاوزت نصف مليار دولار إلى صناديق الاستثمار المتداولة، تزامنًا مع انخفاض احتياطياته في البورصات إلى أدنى مستوياتها التاريخية. رغم المقاومة الفنية، تتزايد توقعات الصعود بدعم من ترقية الشبكة والتوجه المؤسسي.

استأنف الإيثريوم (ETH) موجته الصعودية هذا الأسبوع، بدعم من مؤشرات قوية على زيادة الطلب المؤسسي وتراجع المعروض في البورصات. فقد هبطت احتياطيات الإيثريوم في المنصات المركزية إلى أدنى مستوى تاريخي بلغ 18.57 مليون عملة، في إشارة واضحة إلى انتقال الحيازات إلى المحافظ الباردة، وهو ما يعكس ميلاً نحو التراكم من قبل المستثمرين.
هذا التراجع في العرض تزامن مع تدفقات مالية ضخمة بلغت 583 مليون دولار إلى صناديق الإيثريوم المتداولة، في أقوى أداء أسبوعي لها منذ ديسمبر 2024، وفقًا لبيانات CoinShares. كانت التدفقات مدفوعة أساسًا باستثمارات بقيمة 528 مليون دولار في صناديق الإيثريوم الفورية داخل الولايات المتحدة، رغم تسجيل تدفقات خارجة طفيفة يوم الجمعة نتيجة تصاعد التوترات الجيوسياسية.
وفي سياق داعم، أشارت تريسي جين، المديرة التنفيذية في منصة MEXC، إلى أن الإيثريوم بدأ يستعيد سردية "النفط الرقمي"، مدعومًا بتحديثات شبكة Pectra وارتفاع نشاط العملات المستقرة، التي تشكل نحو نصف سوق العملات المستقرة على شبكة الإيثريوم.
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، تبنت جين نظرة حذرة على المدى المتوسط، مقدرة أن سعر الإيثريوم قد يتراوح بين 2800 و3600 دولار بحلول نهاية 2025، مع فرص صعود إضافية حال تسارعت عمليات التخزين والتطورات التقنية على الشبكة.
من الناحية الفنية، واجه الإيثريوم مقاومة عند المتوسط المتحرك البسيط لمدة 200 يوم بعد تجاوزه مستوى 2600 دولار لفترة وجيزة، في حين لا يزال يحافظ على دعم حاسم عند مستوى 2500 دولار. في حال تمكنه من كسر المقاومة التالية عند 2850 دولار، قد يفتح المجال نحو اختبار مستويات أعلى، لكن الفشل عند هذه النقطة قد يشير إلى تكوّن قمة مزدوجة سلبية.
أما في حال كسر دعم 2500 دولار، فإن الإيثريوم سيحتاج إلى الحفاظ على قاع القناة الصاعدة والمدعومة بالمتوسط المتحرك لـ50 يومًا، لتفادي التراجع نحو مستويات 2260 إلى 2110 دولار.
المؤشرات الفنية مختلطة حاليًا، حيث يقترب مؤشر القوة النسبية (RSI) من خطه المحايد، في حين يبقى مؤشر ستوكاستيك في المنطقة السفلية، مما يضع حركة السعر في حالة ترقب لحافز تقني جديد يدفعها في اتجاه واضح.
باختصار، تشير البيانات إلى أن الإيثريوم يستعد لمرحلة جديدة من الزخم، لكن الحركة القادمة تعتمد بشدة على قوة اختراق المقاومة الفنية والتطورات في بيئة السوق العالمية.