البنك المركزي الأوروبي يقترب من خفض الفائدة وسط ضغوط التضخم وتصاعد التوترات التجارية
يستعد البنك المركزي الأوروبي لإجراء خفض جديد في أسعار الفائدة، وسط تراجع التضخم واستمرار حالة الغموض الاقتصادي بسبب تصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة. الأسواق تترقب بشدة تصريحات كريستين لاجارد وتوقعات البنك بحثًا عن إشارات لمزيد من التيسير أو توقف مؤقت.

من المتوقع أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقبل، في خطوة تأتي وسط تراجع التضخم في منطقة اليورو واقترابه من هدف 2% الذي حدده البنك. ووفقًا للتقارير، انخفض مؤشر أسعار المستهلك المنسق إلى 1.9% سنويًا في مايو مقارنة بـ2.2% في أبريل، كما تراجع التضخم الأساسي إلى 2.3% من 2.7%.
لكن ورغم هذا الاتجاه التراجعي في الأسعار، لا يزال الانقسام قائمًا داخل أروقة البنك بشأن الاستمرار في التيسير النقدي. فقد دعا عدد من الأعضاء البارزين إلى الحذر، مشيرين إلى أن استمرار خفض الفائدة قد يكون غير مناسب في ظل تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، التي باتت تهدد النشاط الاقتصادي في القارة الأوروبية. يأتي ذلك في وقت أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن زيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم الأوروبية إلى 50%، مع تأجيل تنفيذ رسوم أخرى حتى يوليو لمنح فرصة للتفاوض.
ومن المتوقع أن يرافق قرار خفض الفائدة إصدار توقعات محدثة بشأن النمو والتضخم، في حين ستتجه الأنظار إلى المؤتمر الصحفي لرئيسة البنك، كريستين لاجارد، بحثًا عن تلميحات حول ما إذا كان هذا الخفض سيكون بداية لسلسلة جديدة أو مجرد خطوة استثنائية.
أما على صعيد أسواق العملات، فقد شهد زوج اليورو/الدولار الأمريكي تقلبات ملحوظة، مع ترقب المستثمرين لأي مؤشرات من البنك المركزي قد تؤثر على مسار السياسة النقدية مستقبلاً. وتُظهر المؤشرات الفنية أن الزوج لا يزال يحتفظ بزخم صعودي محدود، مدعومًا بمستوى دعم عند 1.1285، بينما تقف المقاومة القريبة عند 1.1456، وهي أعلى نقطة في الأسابيع الستة الماضية.