البيتكوين بين جني الأرباح وضغط البيع المحتمل: مؤشرات فنية وتحركات مؤسسية متضاربة

تشهد عملة البيتكوين حالة من التذبذب، حيث استقر سعرها حول 94,000 دولار يوم الثلاثاء، بعد فشلها في تجاوز مستوى مقاومة هام عند 97,700 دولار خلال الأسبوع الماضي. وتشير بيانات على السلسلة إلى أن المستثمرين بدؤوا بجني أرباحهم، في حين بدأت محافظ العملات الراكدة بالتحرك، وهو ما قد ينذر بزيادة عمليات البيع إذا ما تم إرسال هذه العملات إلى البورصات.

وعلى الرغم من هذه المؤشرات السلبية، فإن الاهتمام المؤسسي بالبيتكوين لا يزال قوياً. فقد قامت كل من شركة "سيملر ساينتيفيك" و"استراتيجية" (الاسم الجديد لمايكروستراتيجي) بإضافة ما مجموعه 2,062 بيتكوين إلى محافظها يوم الاثنين، بقيمة تقترب من 196.5 مليون دولار. وتأتي هذه الخطوة في إطار سعي الشركات لتعزيز احتياطاتها من الأصول الرقمية، إذ باتت البيتكوين تُعتبر بشكل متزايد أصلاً استراتيجياً.

من ناحية أخرى، أظهرت بيانات "سانتيمت" ارتفاعًا في مؤشر الأرباح/الخسائر المحققة، ما يعكس قيام المستثمرين بالبيع في فترات ربح واضحة، وهو ما يزيد من ضغط البيع. كما أن الارتفاع الكبير في "مؤشر العمر المستهلك" يشير إلى أن العملات التي كانت محفوظة لفترات طويلة بدأت بالتحرك، وهي ظاهرة عادة ما تسبق انخفاضات سعرية.

وبالتوازي مع ذلك، أظهرت صناديق البيتكوين الفورية في الولايات المتحدة تدفقاً داخلياً بقيمة تجاوزت 425 مليون دولار يوم الاثنين، ما يعكس استمرار الطلب المؤسسي المتزايد على العملة. أما على الجانب الفني، فقد انخفض مؤشر القوة النسبية بعد أن بلغ منطقة ذروة الشراء، وهو ما يشير إلى تراجع الزخم الصعودي. كما أن مؤشر MACD يقترب من إشارة بيع محتملة عبر تقاطع هبوطي، مما يدعم التوقعات بتراجع السعر إلى مستوى الدعم البالغ 90,000 دولار، ما لم يتمكن من اختراق مقاومة 97,700 دولار مجددًا والاقتراب من حاجز 100,000 دولار.

وفي السياق ذاته، أعلنت شركة "ريوت بلاتفورمز" عن بيع 475 بيتكوين بقيمة تقترب من 39 مليون دولار خلال أبريل، بغرض تمويل عملياتها دون الحاجة إلى إصدار أسهم جديدة، مشددة على التزامها بالاحتفاظ بالبيتكوين كجزء من استراتيجيتها طويلة المدى.