البيتكوين في حالة ترقب: تماسك سعري بانتظار نتائج التشريعات الأمريكية وتدفقات مؤسسية قياسية

تشهد عملة البيتكوين (BTC) استقرارًا نسبيًا في التداول، إذ تواصل التحرك ضمن نطاق ضيق يتراوح بين 115,000 و120,000 دولار، وسط حالة من الترقب لدى المتداولين لأي تطورات تشريعية أمريكية قد تحفز الأسعار على المدى القصير. وفي جلسة الخميس، بلغ سعر البيتكوين حوالي 118,400 دولار، بينما يركز المستثمرون على ما ستسفر عنه جلسات "أسبوع العملات الرقمية" في مجلس النواب الأمريكي.

وقد أقر المشرعون الأمريكيون إجراءً إجرائيًا يوم الأربعاء لتمهيد الطريق أمام مشاريع قوانين رئيسية مثل GENIUS وCLARITY ومشروع Anti-CBDC Surveillance، وذلك بعد حالة من الجمود استمرت ما يقرب من 10 ساعات، مما أثار تفاعلًا ملحوظًا داخل مجتمع العملات الرقمية. وبحسب نتائج التصويت، تم تمرير الخطوة الإجرائية بأغلبية ضئيلة بلغت 217 مقابل 212، مما يمهد لتحديد موعد التصويت النهائي على بعض تلك المشاريع في أقرب وقت.

في ذات السياق، استمر الزخم المؤسسي قويًا، إذ أظهرت بيانات SoSoValue أن صناديق البيتكوين الفورية شهدت تدفقات دخول بقيمة 799.4 مليون دولار يوم الأربعاء فقط، ليقترب إجمالي التدفقات الأسبوعية من 1.5 مليار دولار منذ 2 يوليو، وهو ما يعكس اهتمامًا متزايدًا من المؤسسات الكبرى بالأصول الرقمية.

وفي تطور دولي لافت، أعلنت هيئة الأوراق المالية والبورصات التايلاندية بالتعاون مع بنك تايلاند عن إطلاق مشروع تجريبي جديد يتيح استخدام العملات الرقمية في المعاملات السياحية، وهو ما يعزز الاتجاه العالمي نحو تقنين الاستخدام العملي للعملات الرقمية.

على الصعيد الفني، وبعد تحقيقه ارتفاعات بلغت ذروتها عند 123,218 دولار يوم الاثنين، تراجع البيتكوين إلى أدنى مستوى عند 115,736 دولار يوم الثلاثاء، قبل أن يعاود التداول في نطاق التماسك الحالي. وتشير قراءات مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى بلوغه مستوى 69، بالقرب من منطقة التشبع الشرائي، ما يعكس تراجع الزخم الصعودي مؤقتًا ويدعو المتداولين للحذر من تصحيحات محتملة.

إذا نجح البيتكوين في اختراق مستوى 120,000 دولار والإغلاق فوقه، فقد يشهد السعر اندفاعًا جديدًا يتجاوز القمة السابقة. أما في حال حدوث تصحيح، فقد يجد الدعم حول مستوى 115,222 دولار، وهو الحد الأدنى لنطاق التماسك الحالي.

في ظل هذه الظروف، يبقى السؤال المطروح: هل سيكون الحافز القادم من التشريعات الأمريكية كافيًا لدفع البيتكوين نحو مستويات قياسية جديدة، أم أن السوق سيشهد مزيدًا من التردد في ظل إشارات متباينة من المؤشرات الفنية والمؤسسات التنظيمية؟