شهدت أسواق العملات الرقمية أسبوعًا استثنائيًا من التقلبات، حيث قفزت البيتكوين إلى أعلى مستوى في تاريخها عند 124,474 دولار، قبل أن تفقد جزءًا كبيرًا من مكاسبها وتتراجع لتستقر قرب 118,800 دولار بحلول الجمعة. كانت هذه الحركة الحادة مرتبطة بالتباين في بيانات التضخم الأمريكية، التي حفزت موجة صعودية في البداية، لكنها سرعان ما انقلبت إلى موجة بيع حذرة.
خلال النصف الأول من الأسبوع، دعمت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي، التي جاءت أضعف من المتوقع، التوقعات بخفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، بل وأثارت دعوات لخفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس. هذا التفاؤل انعكس مباشرة على البيتكوين التي اندفعت نحو مستوياتها القياسية.
لكن المشهد تغير يوم الخميس، حين أظهرت بيانات مؤشر أسعار المنتجين ارتفاعًا يفوق التوقعات، مما أعاد المخاوف من استمرار الضغوط التضخمية. النتيجة كانت تراجع البيتكوين إلى ما دون 118,000 دولار، متسببة في تصفية مراكز شراء بالهامش بلغت قيمتها نحو 1.89 مليار دولار، وهو ما يعكس تحولًا واضحًا في المعنويات نحو الحذر.
ورغم التراجعات، بقي الطلب المؤسسي والشركات قويًا، مع استمرار جهات كبرى مثل Strategy وMetaplanet في تعزيز حيازاتها. ووفقًا لتقرير Sentora، ارتفع إجمالي حيازات البيتكوين لدى الشركات والحكومات إلى 1.77 مليون عملة بقيمة تتجاوز 228 مليار دولار، مدفوعًا بزيادة ملحوظة في اعتماد استراتيجية "خزينة البيتكوين". كما سجلت صناديق الاستثمار المؤسسية تدفقات صافية تجاوزت 561 مليون دولار خلال الأسبوع.
على الصعيد التنظيمي، شهدت هونغ كونغ خطوات جديدة لتعزيز سلامة الأصول الافتراضية، من خلال إرشادات أكثر صرامة لحفظ أصول العملاء وتنظيم سوق العملات المستقرة، ما يعزز بيئة أكثر أمانًا وجاذبية للعملات الرقمية.
فنيًا، يواجه البيتكوين مستوى دعم مهم عند 116,000 دولار؛ الحفاظ عليه قد يمهد الطريق لإعادة اختبار القمة التاريخية، بينما كسره قد يدفع الأسعار نحو دعم أعمق عند 111,980 دولار. قراءة مؤشر القوة النسبية عند 54 ومؤشر MACD الصعودي يعطيان إشارات بأن المشترين لم يفقدوا زمام المبادرة تمامًا، رغم موجة التصحيحات الأخيرة.
