البيتكوين يتراجع في 2025 مع تزايد الانفصال عن الذهب وتدهور الدولار الأمريكي
رغم تجاوزها مؤخرًا لحاجز 88,000 دولار، انخفضت البيتكوين (BTC) بأكثر من 6٪ منذ بداية عام 2025، في وقت شهد فيه مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) تراجعًا ملحوظًا بنسبة 9٪. وبينما كانت العملات الرقمية والذهب تستفيد تاريخيًا من ضعف الدولار، فإن أداء البيتكوين هذا العام يعكس انفصالًا ملحوظًا عن هذا النمط التقليدي.
الارتباط التاريخي بين البيتكوين والذهب بدأ في التلاشي، مع تحوّل سلوك العملة الرقمية نحو التشابه المتزايد مع الأسهم الأمريكية، وسط اضطرابات اقتصادية ناتجة عن حرب تجارية عالمية أشعلتها الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس ترامب.
ورغم أن بيانات سابقة من Binance أشارت إلى أن انخفاضات حادة في مؤشر DXY عادةً ما تقابلها مكاسب متوسطة إلى كبيرة في البيتكوين – بمتوسط 43٪ – إلا أن الوضع في 2025 يختلف، حيث سجلت البيتكوين أداءً سلبياً في ظل ضعف الدولار.
في المقابل، شهد مؤشر العملة الأوروبية (EXY) ارتدادًا قويًا بنسبة تتجاوز 11٪ خلال العام، بعد أن كان منخفضًا في بداية العام، مما يعكس تحوّلات في مراكز المستثمرين لصالح الذهب واليورو على حساب الدولار والعملات الرقمية والأسهم الأمريكية.
من جانب آخر، الذهب واصل ارتفاعه القياسي ليسجل مستويات تاريخية جديدة فوق 3,470 دولار، بينما تراجعت البيتكوين من ذروتها عند 108,000 دولار إلى 76,000 دولار قبل أن ترتد مجددًا. ووفقًا لتقرير صادر عن مجموعة CME، فإن هذا الانفصال عن الذهب يُعزى جزئيًا إلى سلوك المتداولين المؤسسيين، الذين بدأوا في تصنيف البيتكوين إلى جانب مؤشرات الأسهم عالية التقلب مثل ناسداك، ما جعلها عرضة لتقلبات الأسواق المالية التقليدية.
ويشير التقرير إلى أن هذه التغيرات أثّرت سلبًا على سردية "البيتكوين كذهب رقمي"، في وقت يفضل فيه المستثمرون اللجوء إلى الذهب كملاذ آمن تاريخي، بينما يعيدون تقييم دور الأصول الرقمية في ظل توترات الاقتصاد العالمي.
مع ذلك، تظل البيتكوين مرشحة للنمو، مع تسارع خطوات الرقمنة المالية، وهو ما يدفع بعض المحللين إلى اعتبار ضعفها الحالي مرحلة انتقالية في سياق نضوج طويل الأجل.
