استقرت أسعار البيتكوين في بداية تعاملات الأسبوع حول مستوى 115,000 دولار، بعد عطلة نهاية أسبوع شهدت اضطرابات حادة في سوق العملات المشفرة، حيث تراجع السعر يوم الجمعة إلى أدنى مستوى له منذ يونيو عند 102,000 دولار قبل أن يتعافى سريعًا.
وجاءت هذه التقلبات نتيجة ضغوط متزايدة من عدة عوامل، أبرزها إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطط لزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية بنسبة 100% اعتبارًا من الأول من نوفمبر، ما أعاد إشعال المخاوف من تصعيد جديد في النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
أدت هذه التطورات إلى عمليات تصفية ضخمة في السوق، إذ تم محو أكثر من 19 مليار دولار من المراكز الطويلة والقصيرة يوم الجمعة وحده، وهو أعلى مستوى من التصفية منذ بداية عام 2025. وشهدت المراكز المرتبطة بالبيتكوين وحدها تصفية تجاوزت 5.3 مليارات دولار.
في المقابل، حافظت المؤسسات الاستثمارية على موقف قوي تجاه البيتكوين، إذ أظهرت بيانات SoSoValue أن صناديق الاستثمار المتداولة في العملة الرقمية سجلت تدفقات أسبوعية إيجابية بلغت 2.7 مليار دولار للأسبوع الثاني على التوالي، ما يشير إلى استمرار الثقة المؤسسية رغم الاضطرابات. كما أضافت شركة MARA Holdings نحو 400 بيتكوين جديدة إلى حيازاتها، لترفع إجمالي ممتلكاتها إلى أكثر من 52 ألف عملة.
على الصعيد الفني، بدأت مؤشرات السوق تُظهر بوادر استقرار. فقد تراجع مؤشر الرفع المالي المقدّر بشكل واضح، ما يعكس انخفاض النشاط المضاربي، بينما تشير بيانات CryptoQuant إلى انتقال السيولة من المتداولين قصيري الأجل إلى المحافظ الكبرى، في إشارة إلى أن المؤسسات والحيتان تستغل الانخفاض لبناء مراكز طويلة الأمد عند مستويات دعم قوية.
أما من الناحية الفنية، فيتداول البيتكوين حاليًا قرب 115,000 دولار مع مقاومة قوية عند مستوى 120,000 دولار، فيما ارتفع مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى 47، مما يدل على تراجع الزخم الهبوطي. ومع ذلك، لا يزال مؤشر MACD يشير إلى احتمال استمرار الضغط في المدى القريب قبل أن تعود الأسعار إلى مسارها الصاعد.
وفي ظل استمرار المخاطر الجيوسياسية والتوترات التجارية، يبدو أن السوق في مرحلة "إعادة توازن"، حيث تتراجع المضاربات قصيرة الأمد بينما يعزز المستثمرون الكبار مواقعهم، في انتظار استقرار الاتجاه العام للبيتكوين خلال الأيام المقبلة.
