التصعيد العسكري بين الهند وباكستان يهدد الاستقرار الاقتصادي الإقليمي ويشل حركة الطيران
تدهور خطير في العلاقات بين الهند وباكستان بعد غارات جوية شنتها نيودلهي على أهداف بكشمير، ورد باكستاني بالقصف وإسقاط طائرات. التصعيد العسكري أثار قلقًا دوليًا ودفع لتعليق الرحلات الجوية وتحذيرات من حرب جديدة تلوح في الأفق.

تصاعد التوتر العسكري بين الهند وباكستان بشكل خطير بعد أن شنت القوات الهندية، فجر الأربعاء، ضربات جوية استهدفت مواقع وصفتها بـ"الإرهابية" في المناطق الخاضعة لسيطرة باكستان في كشمير. وأكدت وزارة الدفاع الهندية أن الهجمات كانت دقيقة وغير تصعيدية، واستهدفت تسعة مواقع يشتبه في ارتباطها بهجوم سابق أسفر عن مقتل 26 شخصًا في باهلجام.
الهجوم، الذي أطلق عليه اسم "عملية سندور"، لم يشمل منشآت عسكرية باكستانية بحسب الجانب الهندي، بينما اتهمت باكستان جارتها بانتهاك سيادتها ومهاجمة مناطق مدنية، حيث أشار وزير الإعلام الباكستاني عطا الله طارر إلى أن خمس طائرات هندية تم إسقاطها خلال العملية. وأكدت وزارة الخارجية الباكستانية أنها أبلغت مجلس الأمن بأنها تحتفظ بحق الرد.
في وقت لاحق، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيشين على امتداد خط السيطرة في كشمير، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين جراء القصف المتبادل. وتحدثت شهود عيان عن تبادل كثيف لإطلاق النار والمدفعية على الجبهة المشتركة.
التطورات الميدانية دفعت العديد من شركات الطيران الدولية إلى تغيير مسارات رحلاتها بعيدًا عن الأجواء الباكستانية، بينما تأثرت الرحلات والمطارات في شمال الهند، وأوقفت بعض شركات الطيران مؤقتًا رحلاتها إلى المنطقة، من بينها الخطوط الجوية القطرية.
ردود الفعل الدولية جاءت سريعة؛ إذ عبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أمله في احتواء التصعيد، بينما أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أنه يراقب الوضع عن كثب ويتواصل مع الطرفين لحل الأزمة دبلوماسيًا. أما دولة الإمارات فقد دعت، على لسان وزير خارجيتها الشيخ عبد الله بن زايد، إلى التهدئة وتجنب التصعيد الذي قد يهدد أمن المنطقة والعالم.
الهند وباكستان، اللتان خاضتا حربين حول كشمير منذ عام 1947، تقفان اليوم مجددًا على حافة نزاع واسع النطاق، وسط قلق دولي متزايد من تداعيات الأزمة المتصاعدة.