التفاؤل بقطاع التكنولوجيا وتوقعات تخفيف القيود الصينية يدفعان مؤشر داو جونز للارتفاع
حقق مؤشر داو جونز مكاسب يوم الثلاثاء وسط آمال بتراجع القيود التجارية الأمريكية على قطاع التكنولوجيا، خصوصًا في ظل الأداء القوي لأسهم الرقائق بقيادة "إنفيديا". وبينما يدفع التفاؤل السوق للأعلى، تبقى المخاوف قائمة بشأن استمرار التوترات التجارية وضعف مؤشرات نمو الاقتصاد الأمريكي.

سجل مؤشر داو جونز الصناعي ارتفاعًا ملحوظًا يوم الثلاثاء، مدعومًا بمكاسب قطاع التكنولوجيا وسط تفاؤل متزايد بشأن إمكانية تخفيف القيود التجارية التي فرضتها الإدارة الأمريكية على الصين. وقادت شركة "إنفيديا" الارتفاع، بعدما تجاوزت قيمتها السوقية نظيرتها "مايكروسوفت" لأول مرة منذ بداية العام، في إشارة إلى الزخم القوي الذي يشهده قطاع الذكاء الاصطناعي والرقائق الإلكترونية.
في ظل غياب أخبار مؤثرة بشكل مباشر، ركز المستثمرون على احتمالات إعادة انفتاح قنوات التجارة بين واشنطن وبكين، رغم تصاعد التوترات المتبادلة بين الجانبين حول تنفيذ اتفاق التجارة المبدئي. وتُبقي تصريحات مسؤولين في إدارة ترامب على أمل إجراء اتصال مباشر بين الرئيسين ترامب وشي، رغم عدم توافر معلومات دقيقة حول ذلك.
أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن الولايات المتحدة طلبت من شركائها التجاريين تقديم مقترحات جديدة قبل يوم الأربعاء ضمن مفاوضات إعادة تشكيل الاتفاقات التجارية، وذلك مع اقتراب انتهاء فترة تعليق الرسوم الانتقامية في يوليو. وبرغم التأكيدات بأن صفقات عديدة "جاهزة للإعلان"، لم يتم التوصل حتى الآن إلى اتفاقات ملموسة تكبح الرسوم الجديدة.
من جهة أخرى، أظهرت البيانات الاقتصادية تباينًا في مؤشرات الأداء، حيث ارتفعت فرص العمل في أبريل إلى 7.391 مليون، مخالفًا التوقعات التي رجحت تراجعها، ما أعطى دفعة ثقة للأسواق. في المقابل، سجلت طلبيات المصانع الأمريكية انخفاضًا حادًا بنسبة 3.7%، وهو الأضعف منذ أكثر من عام، مما يعكس استمرار التحديات أمام قطاع الصناعة.
وتزامن ذلك مع خفض منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) لتوقعاتها لنمو الاقتصاد الأمريكي إلى 1.6% هذا العام، مقابل 2.2% سابقًا، في ظل تأثيرات متوقعة من الحواجز التجارية. ينتظر المستثمرون الآن صدور مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات (ISM) يوم الخميس، وسط آمال بتحسن المعنويات في مايو.
من الناحية الفنية، يتداول مؤشر داو جونز ضمن نطاق محدود بين 42000 و43000 نقطة، مع استعادته لمستوى 42500 بعد تراجعات سابقة. ورغم هذا التعافي، تظهر بعض الإشارات الفنية احتمال الدخول في منطقة تشبع شرائي، مما قد يؤدي إلى تصحيح سعري مؤقت خلال الجلسات المقبلة.