الجنيه الإسترليني تحت ضغط واسع قبيل قرار بنك إنجلترا بشأن أسعار الفائدة
يتراجع الجنيه الإسترليني مقابل العملات الرئيسية مع ترقّب الأسواق لقرار بنك إنجلترا، وسط توقعات قوية بخفض أسعار الفائدة نتيجة تباطؤ الاقتصاد وتراجع التضخم في المملكة المتحدة.
يتحرك الجنيه الإسترليني في نطاق ضعيف أمام معظم العملات الرئيسية خلال تعاملات الخميس، مع اقتراب إعلان بنك إنجلترا عن قراره المرتقب بشأن أسعار الفائدة، وهو ما يدفع المستثمرين إلى توخي الحذر وتقليص مراكزهم على العملة البريطانية.
وتشير التوقعات السائدة في الأسواق إلى أن بنك إنجلترا قد يتجه لخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس ليصل إلى 3.75%، بعد أن كان عند 4%، في قرار يُرجح أن يمر بفارق تصويت ضيق داخل لجنة السياسة النقدية. ويأتي هذا التوجه في ظل تباطؤ النشاط الاقتصادي، وتراجع ضغوط التضخم، ومخاوف متزايدة بشأن سوق العمل، ما يجعل هذا الخفض الرابع للفائدة خلال العام الجاري.
وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، أظهرت أرقام مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.1% خلال أكتوبر، ليسجل الاقتصاد ثاني شهر متتالٍ من التراجع. كما تكشف المؤشرات الأوسع أن الاقتصاد البريطاني لم يحقق أي نمو يُذكر منذ يونيو، وهو ما يعزز الحاجة إلى سياسة نقدية أكثر تيسيرًا لدعم النشاط الاقتصادي.
أما سوق العمل، فقد عكس صورة أقل تفاؤلًا، حيث فقد الاقتصاد نحو 17 ألف وظيفة خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في أكتوبر، فيما ارتفع معدل البطالة إلى 5.1%، وهو أعلى مستوى له منذ قرابة خمس سنوات، ما يزيد من الضغوط على صناع القرار في البنك المركزي.
وفيما يخص التضخم، أظهرت بيانات نوفمبر تباطؤًا في وتيرة ارتفاع الأسعار، إذ تراجع التضخم السنوي الرئيسي إلى 3.2% مقارنة بـ3.6% في الشهر السابق، كما انخفض التضخم الأساسي إلى 3.2%، وهو ما يمنح بنك إنجلترا مساحة أكبر للتحرك نحو خفض الفائدة.
على صعيد التداولات مقابل الدولار الأمريكي، تراجع الجنيه الإسترليني إلى مستويات قريبة من 1.3365 دولار خلال الجلسة الأوروبية، في وقت يترقب فيه المستثمرون صدور بيانات التضخم الأمريكية، التي قد تعيد تشكيل توقعات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي. وتستقر قوة الدولار بشكل عام، بينما تظل رهانات خفض الفائدة الأمريكية محدودة مع استمرار القلق من بقاء الضغوط التضخمية.
وتشير التقديرات إلى احتمال تسارع التضخم الأمريكي إلى 3.1% على أساس سنوي، وهو ما قد يقلص فرص خفض الفائدة في الاجتماعات المقبلة، خاصة مع تصريحات مسؤولي الفيدرالي الذين أبدوا حذرًا واضحًا من التيسير السريع للسياسة النقدية.
من الناحية الفنية، يتحرك زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي بانخفاض طفيف، لكنه لا يزال أعلى المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا، ما يشير إلى بقاء الميل الصعودي قائمًا على المدى القصير. ويُظهر مؤشر القوة النسبية زخمًا إيجابيًا دون الوصول إلى مناطق التشبع، في حين تمثل مستويات قريبة من 1.3400 منطقة مقاومة، وقد يفتح اختراقها الطريق نحو مستويات أعلى، بينما قد يؤدي الفشل في تجاوزها إلى حركة عرضية مؤقتة.