الجنيه الإسترليني يتجه لإغلاق إيجابي رابع على التوالي مقابل الدولار وسط تراجع الدولار

استعاد الجنيه الإسترليني بعض قوته مقابل الدولار الأمريكي، ليرتفع إلى نحو 1.3470 خلال جلسة التداول الأمريكية يوم الجمعة، مع تراجع الدولار بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أكد فيها أن الصين لم تلتزم باتفاق التجارة بين البلدين. أدى هذا التصريح إلى تراجع مؤشر الدولار (DXY) إلى حوالي 99.40، بعد أن كان قد سجل مكاسب في وقت سابق.

في تطور قضائي، أوقفت محكمة الاستئناف الفيدرالية الأمريكية مؤقتًا حكم محكمة أدنى يقضي بحظر معظم تعريفات ترامب الجمركية، مما أضاف مزيدًا من الغموض حول مستقبل النزاعات التجارية وتأثيرها على الأسواق. ويأتي ذلك بعد أن اتهمت محكمة التجارة الأمريكية ترامب باستغلال حالة الطوارئ الوطنية لفرض تعريفات دون موافقة الكونغرس، لكن قرار الاستئناف أجل تنفيذ الحظر حتى يونيو المقبل.

على الجانب الاقتصادي، أظهرت بيانات التضخم الأمريكي التي صدرت حديثًا عن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) تباطؤ الضغوط التضخمية في أبريل، حيث سجل التضخم العام نسبة 2.1% سنويًا، أقل من التوقعات، بينما ارتفع التضخم الأساسي إلى 2.5% كما هو متوقع.

وفي السوق البريطاني، من المتوقع أن يغلق الجنيه الإسترليني شهر مايو بشكل إيجابي للمرة الرابعة على التوالي مقابل الدولار الأمريكي، مدعومًا بتوقعات توسيع السياسة النقدية المعتدلة من بنك إنجلترا والصفقات التجارية مع واشنطن ونيودلهي وبروكسل. في الوقت نفسه، يظل الدولار تحت ضغط بسبب عدم وضوح مستقبل التعريفات الجمركية الأمريكية.

وأظهرت تقارير سوق العقود الآجلة توقعات بتخفيض محتمل في أسعار الفائدة من بنك إنجلترا بنحو 38 نقطة أساس بحلول نهاية العام، بينما أشار محافظ البنك أندرو بايلي إلى نهج متأنٍ في خفض الفائدة وسط تضخم مرتفع وخاصة في أسعار الغذاء. يأتي ذلك في ظل نمو اقتصادي قوي في الربع الأول من 2025 بنسبة 0.7%، مما دفع صندوق النقد الدولي إلى رفع توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة إلى 1.2% لعام 2025.

بالتالي، يعكس الجنيه الإسترليني أداءً مستقرًا مدعومًا بعوامل داخلية إيجابية وسط تقلبات الدولار نتيجة الأوضاع التجارية والقضائية في الولايات المتحدة.