الجنيه الإسترليني يتداول بحذر قبل خطاب بيل من بنك إنجلترا وسط ضغط من قوة الدولار الأمريكي
يتراجع الجنيه الإسترليني نحو 1.34 دولار قبل خطاب كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، بينما يواصل الدولار الأمريكي صعوده كملاذ آمن رغم استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية.

يتداول الجنيه الإسترليني (GBP) بشكل متباين يوم الأربعاء، محافظًا على مكاسب محدودة أمام معظم العملات الرئيسية باستثناء الدولار الأمريكي، الذي يشهد طلبًا قويًا مدفوعًا بتزايد الإقبال على الملاذات الآمنة.
وخلال الجلسة الأوروبية، تراجع زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي (GBP/USD) إلى ما يقرب من 1.3400، في ظل حالة من الترقب بين المستثمرين لخطاب كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، هيو بيل، المقرر في الساعة 15:00 بتوقيت غرينتش، بحثًا عن إشارات جديدة حول اتجاه السياسة النقدية للفترة المقبلة.
جاء هذا بعد أن أبقى بنك إنجلترا (BoE) أسعار الفائدة ثابتة عند 4% في اجتماعه لشهر سبتمبر، مع التمسك بنهج “التيسير التدريجي والحذر”، وسط استمرار الضغوط التضخمية العالية وتباطؤ سوق العمل. وأظهرت محاضر لجنة السياسة المالية للبنك أن الأسر والشركات البريطانية لا تزال “صامدة” رغم ارتفاع تكاليف المعيشة والاقتراض، مع تحسن ثقة مديري المخاطر في استقرار النظام المالي خلال النصف الثاني من العام.
من ناحية أخرى، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) بنسبة 0.35% إلى نحو 99.00 — أعلى مستوى في شهرين — مدعومًا بتطورات سياسية في اليابان وفرنسا عززت الطلب عليه كملاذ آمن. ففي اليابان، أدى انتخاب سناي تاكايشي زعيمة للحزب الحاكم إلى تراجع التوقعات برفع جديد في أسعار الفائدة من قبل بنك اليابان، بينما تواجه فرنسا أزمة سياسية متصاعدة عقب استقالة رئيس الوزراء سيباستيان لوكورنو.
ورغم هذه المكاسب، يظل المستثمرون قلقين من أن الإغلاق الحكومي الأمريكي المستمر قد يشكل عبئًا على التوقعات الاقتصادية، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إمكانية خفض برامج الرعاية وتسريح موظفين فيدراليين خلال الأيام المقبلة.
ويترقب السوق اليوم محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC)، والذي سيوضح خلفيات قرار الاحتياطي الفيدرالي الأخير بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 4.00%-4.25% — وهو أول خفض هذا العام. وتشير توقعات الأسواق، وفقًا لأداة CME FedWatch، إلى احتمال بنسبة 82% أن يتم تنفيذ خفضين إضافيين في الاجتماعين المتبقيين لعام 2025.
فنيا: يواصل الجنيه الإسترليني أداءه الضعيف أمام الدولار، مستقرًا دون المتوسط المتحرك الأسي لمدة 20 يومًا (EMA) عند 1.3468، مما يعزز النظرة الهبوطية على المدى القريب.
ويقع مؤشر القوة النسبية (RSI) عند مستوى 40-60، مشيرًا إلى تداول عرضي في الوقت الحالي.
أما من حيث المستويات الفنية، فيبرز 1.3140 كمنطقة دعم رئيسية، في حين يمثل 1.3726 مقاومة مهمة على المدى القصير.