الجنيه الإسترليني يتراجع أمام الدولار بعد اختبار قمم أكتوبر وسط بيانات أمريكية متباينة

قلّص الجنيه الإسترليني مكاسبه مقابل الدولار الأمريكي خلال تعاملات الثلاثاء، بعدما فشل زوج استرليني/دولار في الحفاظ على تداولاته فوق مستوى 1.3500. ويتداول الزوج حاليًا قرب 1.3481، متراجعًا بشكل طفيف بعد أن سجل أعلى مستوى له منذ بداية أكتوبر عند حوالي 1.3518.

وجاء هذا التراجع في ظل تحسن محدود في أداء الدولار الأمريكي عقب صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة للربع الثالث، والتي أظهرت توسع الاقتصاد بمعدل سنوي قوي بلغ 4.3%، متجاوزًا توقعات الأسواق ومتسارعًا مقارنة بالتقديرات السابقة.

كما أظهرت مكونات التضخم في تقرير الناتج المحلي الإجمالي استمرار الضغوط السعرية، حيث ارتفع مؤشر أسعار الناتج المحلي الإجمالي بشكل ملحوظ، إلى جانب تسارع نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية والعامة، ما عزز من دعم الدولار على المدى القصير.

في المقابل، عكست بعض البيانات الاقتصادية الأخرى صورة أقل قوة، إذ سجلت طلبيات السلع المعمرة في أكتوبر تراجعًا أكبر من المتوقع، كما جاءت الطلبيات باستثناء النقل دون تقديرات السوق. وعلى صعيد النشاط الصناعي، انخفض الإنتاج في أكتوبر قبل أن يسجل تعافيًا خلال نوفمبر، متجاوزًا التوقعات بشكل طفيف.

أما على مستوى معنويات المستهلكين، فقد أظهرت بيانات مجلس المؤتمر الأمريكي انخفاض مؤشر ثقة المستهلك في ديسمبر إلى 89.1، دون توقعات السوق، ما أشار إلى استمرار حالة الحذر لدى الأسر الأمريكية رغم متانة بعض المؤشرات الاقتصادية.

ورغم الدعم المؤقت الذي تلقاه الدولار، لا تزال النظرة العامة تميل إلى السلبية، في ظل استمرار الأسواق في تسعير مزيد من التيسير النقدي من جانب الاحتياطي الفيدرالي خلال الفترة المقبلة وحتى عام 2026، وهو ما يحد من قوة الدولار ويدعم بقاء التقلبات في زوج استرليني/دولار.