الجنيه الإسترليني يتراجع بقوة بعد صدمة مبيعات التجزئة البريطانية لشهر مايو
تراجع الجنيه الإسترليني أمام الدولار بعد بيانات مبيعات التجزئة البريطانية التي جاءت أسوأ من المتوقع، ما عزز الرهانات على خفض وشيك في أسعار الفائدة. يأتي ذلك وسط تراجع في شهية المستثمرين للجنيه، رغم استقرار الفائدة وتزايد المخاوف بشأن سوق العمل المحلي.

تعرض الجنيه الإسترليني لضغوط بيعية ملحوظة يوم الجمعة بعد أن أظهرت بيانات رسمية انخفاضًا حادًا في مبيعات التجزئة لشهر مايو، مما خالف التوقعات وأثار القلق بشأن صحة الاقتصاد البريطاني. فقد كشف مكتب الإحصاءات الوطنية عن هبوط المبيعات بنسبة 2.7% على أساس شهري، متجاوزًا بكثير التقديرات التي أشارت إلى تراجع طفيف بنحو 0.5%، بينما تراجعت المبيعات على أساس سنوي بنسبة 1.3% مقابل توقعات بارتفاعها بنسبة 1.7%.
جاءت هذه البيانات بعد يوم من إعلان بنك إنجلترا تثبيت أسعار الفائدة عند 4.25%، مع انقسام لجنة السياسة النقدية حيث صوت ثلاثة أعضاء لصالح خفض الفائدة، مستشهدين بتدهور سوق العمل. وقد أعاد ذلك إشعال توقعات خفض أسعار الفائدة مرتين قبل نهاية العام، ما ساهم في الضغط على الجنيه.
وألقى محافظ البنك أندرو بايلي الضوء على سياسة "التخفيف التدريجي"، محذرًا من تأثير ارتفاع أسعار الطاقة والتوترات في الشرق الأوسط على الاقتصاد البريطاني.
أما على الجانب الفني، فقد فشل زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي في اختراق المستوى النفسي 1.3500، وتراجع إلى نحو 1.3470. ويتزامن هذا المستوى مع المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا، ما يعكس حالة من التذبذب في الاتجاه قصير المدى. وفي حال استمرار التراجع، من المرجح أن يجد الزوج دعمًا عند 1.3250، بينما تبقى المقاومة الأهم عند قمة ثلاث سنوات قرب 1.3630.
يأتي ذلك بينما يترقب المستثمرون بيانات مؤشر مديري المشتريات لكل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة يوم الإثنين المقبل، والتي من المتوقع أن تعطي مؤشرات أوضح بشأن التوجهات الاقتصادية والسياسات النقدية في الفترتين القادمتين.