الجنيه الإسترليني يتماسك وسط رياح تجارية متقلبة ومخاوف من تعريفات ترامب
الجنيه الإسترليني يتداول بثبات مع ترقب المستثمرين لقرارات ترامب بشأن التعريفات الجمركية التي قد تعيد خلط أوراق الأسواق العالمية.

شهد الجنيه الإسترليني تداولات مستقرة مقابل الدولار الأمريكي خلال تعاملات صباح الاثنين، حيث تحرك بالقرب من مستوى 1.3440، في ظل ترقب المستثمرين لأي مستجدات تتعلق بالرسوم الجمركية الأمريكية المرتقبة مع حلول الأول من أغسطس.
التحركات العرضية لزوج الإسترليني/الدولار جاءت في وقت بقي فيه الدولار الأمريكي قريبًا من ذروته الأخيرة، رغم تراجع طفيف في مؤشره (DXY) إلى نحو 98.35، بعد أن لامس الأسبوع الماضي أعلى مستوياته في أربعة أسابيع قرب 99.00.
الأسواق العالمية تتابع كثبًا تحركات البيت الأبيض بعد إعلان الولايات المتحدة عن صفقات تجارية مع المملكة المتحدة وفيتنام وإندونيسيا، بالإضافة إلى اتفاق جزئي مع الصين واقترابها من إبرام صفقة مع الهند. في المقابل، صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوترات مع عدة دول عبر فرض تعريفات جديدة على 22 دولة، بينها اليابان وكندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي.
وفي سياق موازٍ، أشار تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز" إلى أن الإدارة الأمريكية تبحث فرض رسوم جمركية تتراوح بين 15% و20% على واردات من الاتحاد الأوروبي، وسط تردد ترامب في التراجع عن تعريفة السيارات البالغة 25%، مما يثير مخاوف حول تباطؤ التجارة العالمية بين أكبر اقتصادين.
على الجانب البريطاني، استفاد الجنيه من تراجع رهانات المستثمرين بشأن قيام بنك إنجلترا بخفض أسعار الفائدة خلال اجتماع سبتمبر، وذلك عقب صدور بيانات تضخم أعلى من التوقعات وبيانات توظيف أكثر تماسكًا مما كان يُعتقد سابقًا. مؤسسات مالية كبرى مثل "بنك أوف أمريكا" و"غولدمان ساكس" و"مورغان ستانلي" أعادت تقييم توقعاتها لخفض الفائدة، وسط مؤشرات على أن التضخم في المملكة المتحدة يسير بوتيرة تصاعدية، حيث ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأساسي والعام بنسبة 3.6% و3.7% على التوالي.
في الأسبوع الجاري، يترقب المستثمرون صدور مؤشرات مديري المشتريات في المملكة المتحدة لشهر يوليو، إلى جانب بيانات مبيعات التجزئة لشهر يونيو، بينما في الولايات المتحدة، تقلّصت احتمالات قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة في سبتمبر إلى 58.5%، مقابل 70% قبل شهر، وذلك بعد صدور بيانات تضخم أمريكية أظهرت زيادة في أسعار الواردات عقب فرض تعريفات جديدة من إدارة ترامب.
كل هذه العوامل تضع الأسواق في حالة ترقب حذر، حيث تتحكم السياسة التجارية والتوقعات النقدية في توجهات العملات الرئيسية.