الجنيه الإسترليني يرتفع رغم خفض الفائدة.. وتوقعات بتخفيف تدريجي في السياسة النقدية
ارتفع الجنيه الإسترليني بعد خفض بنك إنجلترا للفائدة إلى 4.25% وسط إشارات إلى مسار تيسير تدريجي، بينما يترقب السوق إعلان ترامب عن اتفاق تجاري مرتقب مع بريطانيا يعزز آمال النمو ويخفف الضغوط على الإسترليني.

شهد الجنيه الإسترليني ارتفاعًا ملحوظًا مقابل معظم العملات الرئيسية يوم الخميس، وذلك بعد قرار بنك إنجلترا بخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية إلى 4.25%، ضمن إطار نهجه التدريجي لتخفيف السياسة النقدية. وعلى الرغم من هذا القرار، جذب الإسترليني اهتمام المستثمرين، مستفيدًا من التباين في مواقف أعضاء لجنة السياسة النقدية التي أظهرت انقسامًا في الآراء.
وصوّت سبعة من تسعة أعضاء لصالح الخفض، فيما فضّل اثنان خفضًا أكبر بمقدار 50 نقطة أساس، في حين صوت آخران للإبقاء على المعدلات دون تغيير، مما يعكس استمرار الجدل الداخلي بشأن المسار المناسب للسياسة النقدية في ظل التحديات الاقتصادية.
وفي خطوة مفاجئة، رفع البنك توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2025 إلى 1%، مقارنة بتوقعات سابقة عند 0.75%. لكن بعض المحللين شككوا في هذا التوجه، معتبرين أن التصعيد المحتمل في الحروب التجارية، خاصة مع توجهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد يدفع البنك لمراجعة هذه التقديرات وتبني نهج أكثر تحفظًا.
من جانبه، أبدى محافظ البنك، أندرو بايلي، تفاؤله بانخفاض التضخم تدريجيًا، مشيرًا إلى أن توقعات البنك تشير إلى تراجع مؤشر أسعار المستهلكين إلى 2.4% خلال عام، مقارنة بتقديرات سابقة بلغت 3%.
على الساحة الدولية، من المرتقب أن يعلن الرئيس ترامب عن صفقة تجارية ثنائية جديدة، يُرجح أن تكون مع المملكة المتحدة، في أول خطوة من نوعها بعد عودته إلى الرئاسة. وقد أفادت تقارير إعلامية أن لندن وواشنطن توصّلتا إلى "رؤوس شروط" تمهد لاتفاق تجاري موسع.
وفي هذا السياق، تراجع الدولار الأمريكي بعد مكاسب أولية، حيث التزمت الاحتياطي الفيدرالي سياسته الحالية دون تعديل على أسعار الفائدة، وأشار رئيسه جيروم باول إلى مخاطر تضخمية مرتفعة واحتمالات ضعف النمو بسبب الرسوم الجمركية. كما لم يتوانَ الرئيس ترامب عن مهاجمة باول، واصفًا قراراته بالتأخر وغير المدروسة.
فنيًا، عاد زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي (GBP/USD) ليتجاوز مستوى 1.3300 بعد تصحيح مؤقت، في ظل اتجاه تصاعدي تدعمه مؤشرات فنية. ويشكل مستوى 1.3445 مقاومة مهمة، فيما يمثل 1.3200 دعمًا رئيسيًا في حال حدوث تراجع.