الجنيه الإسترليني يستقر أمام الدولار مع بيانات أمريكية متباينة وضغوط مالية بريطانية
يتماسك زوج استرليني/دولار قرب 1.3445 بعدما أظهرت البيانات الأمريكية إشارات متناقضة بين تباطؤ التوظيف وتحسن قطاع الخدمات، فيما تواصل المخاوف المالية في بريطانيا الضغط على الجنيه.

يشهد الجنيه الإسترليني حالة من التماسك أمام الدولار الأمريكي خلال تداولات الخميس، حيث يتحرك زوج GBP/USD بالقرب من مستوى 1.3445 بعد ارتداد محدود من أدنى مستوياته في شهر سجله يوم الأربعاء. ويأتي ذلك في ظل استقرار الدولار مدعومًا بمجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية المختلطة، بينما يظل المستثمرون حذرين تجاه الأوضاع المالية في المملكة المتحدة.
في الولايات المتحدة، جاءت بيانات العمل متباينة؛ إذ أظهر تقرير ADP أن التوظيف في القطاع الخاص ارتفع بـ54 ألف وظيفة في أغسطس/آب، وهو أقل من التوقعات البالغة 65 ألفًا وأقل بكثير من 106 آلاف وظيفة المعدلة لشهر يوليو/تموز. كما ارتفعت طلبات إعانة البطالة الأولية إلى 237 ألفًا مقابل 229 ألفًا في الأسبوع السابق، ما يشير إلى زيادة طفيفة في وتيرة التسريحات. على الجانب الآخر، ارتفعت إنتاجية العمل غير الزراعي إلى 3.3% في الربع الثاني من 2.4%، فيما تراجعت تكاليف العمل للوحدة إلى 1.0% مقارنة بتوقعات 1.6%، مما يعكس تباطؤًا في ضغوط الأجور.
في المقابل، قدمت بيانات قطاع الخدمات صورة أكثر إيجابية؛ إذ ارتفع مؤشر ISM الخدمي إلى 52.0 في أغسطس/آب من 50.1، متجاوزًا التوقعات البالغة 51.0. كما قفز مؤشر الطلبات الجديدة إلى 56.0 من 50.3، بينما ظل مؤشر التوظيف ضعيفًا عند 46.5، واستقرت الأسعار المدفوعة عند مستويات مرتفعة بلغت 69.2، ما يشير إلى قوة في الطلب رغم ضعف سوق العمل.
أما في المملكة المتحدة، فلا تزال التحديات المالية تلقي بثقلها على الجنيه الإسترليني. فقد تراجعت عوائد السندات طويلة الأجل يوم الخميس بعدما لامست أعلى مستوياتها منذ عام 1998 في وقت سابق من الأسبوع. بلغت العوائد على السندات لأجل 30 عامًا نحو 5.6%، بينما هبطت عوائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.7%، لكنها تبقى مرتفعة تاريخيًا، ما يعكس قلق المستثمرين بشأن تكاليف الاقتراض وملاءة المالية العامة. من جانبه، حاول محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي تهدئة المخاوف باعتبار هذه التحركات جزءًا من ضغوط أوسع في أسواق السندات العالمية، لكنه أقر بعدم اليقين حول مسار السياسة النقدية المقبلة.
وبالنظر إلى المستقبل، تتركز أنظار الأسواق على تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي المنتظر صدوره يوم الجمعة، والذي سيكون عاملًا رئيسيًا في تحديد توقعات الفائدة الفيدرالية. البيانات الأضعف قد تعزز الرهانات على خفض أكبر من 25 نقطة أساس في سبتمبر، بينما قد تدعم نتائج أقوى الدولار الأمريكي بشكل إضافي. في المقابل، تبقى تطورات المالية العامة ومبيعات التجزئة محركًا أساسيًا للجنيه الإسترليني في المرحلة المقبلة.