الجنيه الإسترليني يصعد إلى 1.3180 رغم الضغوط المالية وتزايد رهانات خفض الفائدة البريطانية
ارتفع الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوى خلال الجلسة عند 1.3180 رغم استمرار المخاوف بشأن المالية العامة وضعف بيانات الاقتصاد البريطاني التي تعزز توقعات خفض الفائدة.
شهد زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا خلال تداولات الاثنين، حيث تعافى من قرب مستوى 1.3135 ليصل إلى ذروة الجلسة حول 1.3180. ورغم هذا الصعود، لا يزال الزوج يتحرك ضمن نطاقاته المألوفة، مواصلاً حالة التذبذب التي تسيطر على تداولاته منذ أسابيع.
ورغم الارتفاع، ما تزال الظروف الأساسية تضغط على العملة البريطانية. فالمخاوف المتعلقة بالمالية العامة في المملكة المتحدة تثير قلق المستثمرين، خصوصًا بعد تراجع الحكومة عن خطة زيادة ضريبة الدخل في ميزانية 26 نوفمبر. وبينما تبدد هذه الخطوة الضغوط عن دافعي الضرائب، فإنها تفتح الباب لأسئلة كبيرة حول كيفية معالجة العجز المالي المتوقع.
وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، جاءت المؤشرات الأخيرة مخيبة للآمال. فقد أظهر الناتج المحلي الإجمالي الأولي انكماشًا غير متوقع في الربع الثالث، بجانب تراجع ملحوظ في الإنتاج الصناعي والتصنيعي. وقد ساهم ذلك في زيادة توقعات الأسواق بأن بنك إنجلترا قد يتجه إلى خفض أسعار الفائدة، وربما يبدأ هذا المسار في أقرب وقت خلال ديسمبر.
أما في الولايات المتحدة، فإن إعادة فتح الحكومة الفيدرالية تسمح بصدور سلسلة من البيانات الاقتصادية المتأخرة هذا الأسبوع، وعلى رأسها تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر المرتقب يوم الخميس. وفي ظل تراجع احتمالات خفض الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، يجد الدولار الأمريكي بعض الدعم، مما يحد من قوة الصعود في زوج الإسترليني/دولار.
وبشكل عام، يستمر الجنيه الإسترليني في التحرك وسط مزيج معقد من العوامل المتعارضة، تجمع بين الضغوط الاقتصادية المحلية والمحفزات القادمة من الولايات المتحدة، ليبقى الزوج محصورًا داخل نطاقات ضيقة بانتظار إشارات أوضح من البيانات المقبلة.