الجنيه الإسترليني يقفز بقوة أمام الدولار بعد إشارات ضعف سوق العمل الأمريكي

سجل زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي (GBP/USD) مكاسب قوية خلال تعاملات الثلاثاء، مرتفعًا بنحو 0.42% ليصل إلى مستوى 1.3432، مستفيدًا من الضغوط الواسعة التي تعرض لها الدولار الأمريكي عقب صدور بيانات سوق العمل الأمريكية.

وجاء تقرير الوظائف غير الزراعية ليكشف إضافة 64 ألف وظيفة في نوفمبر، متجاوزًا التوقعات البالغة 50 ألفًا، إلا أن الصورة العامة لسوق العمل ظلت سلبية مع ارتفاع معدل البطالة إلى 4.6% مقارنة بـ4.4% سابقًا، وهو ما عزز مخاوف تباطؤ سوق العمل الأمريكي ودفع المستثمرين إلى بيع الدولار.

وفي الوقت نفسه، أظهرت بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية توقف النمو خلال أكتوبر عند 0%، مخالفة التوقعات بارتفاع طفيف، بينما سجلت مجموعة التحكم – المستخدمة في حساب إنفاق المستهلك بالناتج المحلي الإجمالي – قفزة قوية بلغت 0.8%، ما قدم إشارات متباينة حول قوة الطلب الاستهلاكي.

وعقب هذه البيانات، تراجع مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من العملات الرئيسية، بنحو 0.35% إلى مستوى 97.91، الأمر الذي أتاح للجنيه الإسترليني التقدم نحو أعلى مستوياته اليومية بعد أن كان قد لامس قاعًا عند 1.3355.

على الصعيد البريطاني، أظهرت بيانات سوق العمل ارتفاع معدل البطالة إلى أعلى مستوياته منذ أوائل عام 2021، في حين أشارت قراءات مؤشرات مديري المشتريات الصادرة عن S&P Global إلى استمرار النشاط التجاري عند مستويات قوية نسبيًا، ما ساعد في الحد من الضغوط على العملة البريطانية.

ورغم صعود الجنيه، لا تزال الأسواق تسعر احتمالًا مرتفعًا يصل إلى 92% لقيام بنك إنجلترا بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المرتقب يوم الخميس، مع توقعات بتيسير إضافي بنحو 60 نقطة أساس خلال عام 2026، وفقًا لتقديرات الأسواق.

من الناحية الفنية، يظل الاتجاه الصعودي لزوج GBP/USD قائمًا، إلا أن تأكيد استمراره يتطلب اختراق مستوى 1.3471، وهو أعلى مستوى سجله الزوج في 17 أكتوبر. وفي حال النجاح، قد يتجه الزوج لاختبار مستوى 1.3500 وما فوقه.
في المقابل، فإن التراجع دون مستوى 1.3400 قد يفتح الباب أمام اختبار المتوسط المتحرك البسيط لـ100 يوم عند 1.3369، يليه المتوسط المتحرك لـ200 يوم عند 1.3343 كدعوم تالية.