الجنيه الإسترليني ينتعش بقوة بدعم من نمو اقتصادي مفاجئ... وترقب لتصريحات باول بشأن مستقبل الفائدة
ارتفع الجنيه الإسترليني مستفيدًا من بيانات نمو اقتصادي فاقت التوقعات في بريطانيا، مما عزز التوقعات باستمرار السياسة النقدية المشددة، بينما تراجعت بعض مؤشرات الإنتاج، يترقب المستثمرون تصريحات باول لمعرفة مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية.

سجل الجنيه الإسترليني ارتفاعًا ملحوظًا أمام سلة من العملات الرئيسية خلال تعاملات الخميس، مدعومًا ببيانات إيجابية غير متوقعة للناتج المحلي الإجمالي البريطاني، والتي أظهرت تعافيًا اقتصاديًا أسرع مما كان متوقعًا، ما خفف من التوقعات بإجراءات تيسيرية قريبة من بنك إنجلترا.
وأفاد مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني أن اقتصاد المملكة المتحدة نما بنسبة 0.7% في الربع الأول من عام 2025، متجاوزًا التقديرات السابقة التي توقعت نموًا بنسبة 0.6%. ويأتي هذا بعد نمو بالكاد يُذكر خلال الربع الأخير من عام 2024. وعلى أساس سنوي، سجل الناتج المحلي ارتفاعًا بنسبة 1.3%، وهو ما جاء أعلى من التوقعات التي أشارت إلى 1.2%، إلا أنه أقل من النمو المسجل سابقًا عند 1.5%. أما عن أداء شهر مارس تحديدًا، فقد نما الاقتصاد بنسبة 0.2%، رغم أن الأسواق توقعت ثباتًا في الأداء بعد الزيادة القوية في فبراير بنسبة 0.5%.
هذه الأرقام الإيجابية عززت من موقف بنك إنجلترا في الحفاظ على سياسة نقدية مشددة، حيث شددت كاثرين مان، عضو لجنة السياسة النقدية، على أهمية الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في ظل استمرار الضغوط التضخمية وسوق العمل القوي. ورغم بعض الإشارات إلى تباطؤ في بيانات التوظيف الأخيرة، أكدت مان أن سوق العمل ما يزال مرنًا، ولا يشير إلى تحول كبير في الاتجاه.
في المقابل، أظهرت بيانات أخرى تراجعًا في الإنتاج الصناعي والتصنيعي خلال مارس، إذ انخفض كلا المؤشرين بنسبة تفوق التوقعات. تراجع الإنتاج الصناعي بنسبة 0.8% والإنتاج التصنيعي بنسبة 0.7% على أساس شهري، بينما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 0.5% لكل منهما.
وتتجه أنظار المستثمرين الآن إلى خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بحثًا عن أي تلميحات بشأن توجهات السياسة النقدية الأمريكية، وهو ما قد يحدد المسار القادم لتحركات الجنيه الإسترليني والدولار الأمريكي على حد سواء.