الجنيه الإسترليني ينهار أمام الدولار مع تفوق اقتصادي أمريكي وترقب لقرار الفيدرالي
انزلق الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوياته منذ مايو متأثرًا بزخم بيانات أمريكية قوية وانتظار الأسواق لقرار الفيدرالي الذي قد يشعل ردود فعل سياسية من البيت الأبيض.

سجّل زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي (GBP/USD) تراجعًا حادًا يوم الأربعاء، ليفقد أكثر من 60 نقطة مع بداية جلسة التداول الأمريكية ويتداول دون مستوى 1.3300 لأول مرة منذ منتصف مايو. جاء هذا الانخفاض في ظل غياب بيانات محلية من المملكة المتحدة، ما جعل الأنظار تتجه بالكامل إلى الأداء الاقتصادي الأمريكي، الذي فاجأ الأسواق بإشارات قوية على متانته.
وتجلت هذه المتانة من خلال سلسلة من المؤشرات الاقتصادية الإيجابية، أبرزها تقرير التوظيف في القطاع الخاص (ADP) الذي أظهر إضافة 104 آلاف وظيفة خلال يوليو، متفوقًا بوضوح على التوقعات البالغة 78 ألفًا. كما تم تعديل بيانات يونيو لتبدو أقل سلبية من المتوقع. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت التقديرات الأولية للناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني نموًا بنسبة 3% على أساس سنوي، في حين كانت التوقعات تدور حول 2.4% فقط، مما يعكس تعافيًا قويًا من انكماش سابق بنسبة 0.5%.
من جهة أخرى، سجل مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، وهو المؤشر المفضل لدى مجلس الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم، ارتفاعًا بنسبة 2.5% على أساس ربع سنوي، أي أقل من الربع السابق الذي بلغ 3.5%، مما قد يعزز موقف الفيدرالي في الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المرتقب لاحقًا اليوم.
ومع اقتراب إعلان الفيدرالي عن قراره، تزداد التوترات السياسية، حيث عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استيائه من استمرار سياسة الفائدة المرتفعة، مطالبًا بخفض حاد يصل إلى 3 نقاط مئوية، ومهددًا مجددًا بإقالة رئيس الفيدرالي جيروم باول إذا لم يتم التجاوب مع مطالبه.
من الناحية الفنية، يواصل زوج GBP/USD الانحدار لليوم السادس على التوالي، مع اختراقه مستويات دعم هامة. ويتواجد الدعم الأقرب حاليًا عند 1.3250، يليه 1.3200، فيما قد يؤدي كسر هذا الأخير إلى تسارع الهبوط نحو الحاجز النفسي 1.3000. وعلى الجانب الآخر، فإن أي ارتداد يتطلب اختراق منطقة 1.3360 كشرط أولي لاستعادة الثقة الصعودية.