الجنيه الإسترليني يهبط بقوة بعد تباطؤ التضخم.. الأسواق تزيد رهانات خفض الفائدة في ديسمبر

شهد الجنيه الإسترليني هبوطًا واضحًا أمام معظم العملات الرئيسية مع بداية تداولات الأربعاء، بعد أن جاءت بيانات التضخم البريطانية لشهر أكتوبر أضعف من تقديرات الأسواق، مما دفع المتعاملين إلى زيادة توقعاتهم بأن يتجه بنك إنجلترا نحو خفض أسعار الفائدة قريبًا.

وأظهرت البيانات الرسمية الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية تراجع التضخم السنوي في المملكة المتحدة إلى 3.6% من 3.8% في سبتمبر، بينما تباطأ التضخم الأساسي إلى 3.4%، في استمرار لإشارات انحسار ضغوط الأسعار. كما سجلت الأسعار ارتفاعًا شهريًا طفيفًا بنسبة 0.4%، بعد الاستقرار الذي شهده شهر سبتمبر.

وجاء الانخفاض في تضخم قطاع الخدمات إلى 4.5% ليضيف مزيدًا من الدلائل على تهدئة الضغوط السعرية، الأمر الذي دفع المتداولين إلى رفع احتمالات خفض الفائدة في اجتماع ديسمبر إلى 85% مقارنة بـ80% قبل صدور البيانات. ويأتي هذا التطور بعد سلسلة من المؤشرات التي أظهرت تباطؤًا في سوق العمل خلال الأشهر الأخيرة، ما يعزز موقفًا تيسيريًا لدى صناع السياسة في البنك المركزي.

وفي تصريحات حديثة، أشارت عضوة بنك إنجلترا سواتي دينجرا إلى أنها تتوقع استمرار التراجع في تضخم الخدمات، مؤكدة أن أسعار الفائدة يجب أن تقترب من المستوى المحايد في وقت قريب، في إشارة ضمنية إلى الحاجة لخطوات أقل تشددًا في الفترة المقبلة.

وينتظر المستثمرون المزيد من البيانات المحركة للأسواق خلال الأيام القادمة، وعلى رأسها مبيعات التجزئة البريطانية لشهر أكتوبر ومؤشرات مديري المشتريات الأولية لشهر نوفمبر، والتي من المتوقع أن توفر رؤية أوضح لمسار الاقتصاد المحلي والسياسة النقدية قبل اجتماع البنك المركزي المرتقب.