الجنيه الإسترليني يهبط دون 1.33 دولار بعد ارتفاع مفاجئ في البطالة البريطانية إلى 4.8%
تراجع الجنيه الإسترليني بقوة بعد ارتفاع معدل البطالة في المملكة المتحدة إلى 4.8%، ما عزز التوقعات بخفض جديد للفائدة من بنك إنجلترا وسط قوة الدولار الأمريكي وتراجع نمو الأجور.
تعرض الجنيه الإسترليني لضغوط بيع قوية يوم الثلاثاء عقب صدور بيانات سوق العمل البريطانية التي أظهرت ارتفاع معدل البطالة بشكل غير متوقع إلى 4.8% خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في أغسطس، مقابل 4.7% في القراءة السابقة والتقديرات السوقية.
وأوضح مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS) أن عدد الوظائف الجديدة المضافة خلال الفترة بلغ 91 ألف وظيفة فقط، مقارنة بـ 232 ألف وظيفة في الأشهر الثلاثة السابقة، مما يعكس تباطؤًا ملحوظًا في نمو التوظيف. ويُتوقع أن تدفع هذه البيانات بنك إنجلترا نحو مزيد من التيسير النقدي في ظل إشارات متزايدة على ضعف سوق العمل.
ومن المنتظر أن تركز الأسواق في وقت لاحق اليوم على خطاب محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي وعضو لجنة السياسة النقدية آلان تايلور للحصول على تلميحات حول مستقبل أسعار الفائدة. وكانت عضوة اللجنة ميغان غرين قد دعت أمس إلى خفض إضافي للفائدة، معتبرة أن السياسة النقدية ما تزال تقييدية رغم تراجع التضخم التدريجي نحو الهدف البالغ 2%.
كما أظهرت بيانات الأجور أن نمو متوسط الدخل شاملاً المكافآت تباطأ إلى 4.7% على أساس سنوي، بينما ارتفع متوسط الأجور باستثناء المكافآت إلى 5%، ما يشير إلى استمرار الضغوط التضخمية في سوق العمل.
على الصعيد العالمي، استفاد الدولار الأمريكي من تحسن المعنويات بعد مؤشرات على انفراج جزئي في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. إذ أعلنت وزارة التجارة الصينية أن المحادثات رفيعة المستوى بين الجانبين مستمرة، مع تحذيرها في الوقت نفسه من "الرد الحازم" إذا استمرت واشنطن في ما وصفته بالممارسات التمييزية. وأكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن الرئيس دونالد ترامب سيلتقي نظيره الصيني شي جين بينغ أواخر أكتوبر في كوريا الجنوبية، ما خفف جزئيًا من التوترات.
في هذه الأثناء، يترقب المستثمرون خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في اجتماع جمعية الاقتصاد للأعمال (NABE) في فيلادلفيا. وتشير أداة FedWatch إلى احتمال بنسبة 94% لخفض الفائدة الأمريكية بمقدار 50 نقطة أساس قبل نهاية العام، في ظل مؤشرات على تباطؤ اقتصادي متزايد.
من الناحية الفنية، انخفض زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي (GBP/USD) إلى ما دون 1.3300، بعد أن كسر نموذج الرأس والكتفين على الإطار اليومي، ما يشير إلى استمرار الاتجاه الهبوطي. ويقع الدعم الأساسي عند 1.3140، في حين تشكل المنطقة حول 1.3500 مقاومة رئيسية قد تحد من أي ارتداد صعودي مؤقت.
ويبدو أن الجنيه الإسترليني يواجه مرحلة ضغط مزدوجة من ضعف البيانات المحلية وقوة الدولار الأمريكي، مما يجعل الأسواق في حالة ترقب حذر لأي إشارات جديدة من بنك إنجلترا بشأن مسار الفائدة في الفترة المقبلة.