الجنيه الإسترليني يواصل التراجع أمام الدولار الأمريكي قبيل خطاب باول وسط حذر الأسواق من السياسة النقدية المقبلة
الجنيه الإسترليني يهبط لليوم الثالث مقابل الدولار قبل خطاب باول، مع ترقب الأسواق لتوجهات الاحتياطي الفيدرالي بشأن الفائدة، وضغوط محلية بسبب تشديد الإنفاق الحكومي البريطاني.

تراجع الجنيه الإسترليني أمام الدولار الأمريكي يوم الخميس، ليواصل خسائره للجلسة الثالثة على التوالي، في ظل عودة الدولار الأمريكي إلى الصعود قبل الخطاب المرتقب لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في وقت لاحق اليوم.
يتداول زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي (GBP/USD) بالقرب من 1.3365، وهو أدنى مستوى له في عشرة أيام، بينما ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) إلى حوالي 99.00 بعد تراجع طفيف إلى 98.70 في وقت سابق، مستفيدًا من حالة الحذر التي تسيطر على الأسواق.
وجاء هذا التحسن في الدولار عقب صدور محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC)، الذي أشار إلى أن صانعي السياسة النقدية في الاحتياطي الفيدرالي يتجهون نحو مزيد من خفض أسعار الفائدة خلال ما تبقى من عام 2025، وسط تزايد المخاوف بشأن تباطؤ سوق العمل. وأظهرت بيانات CME FedWatch أن الأسواق تسعّر احتمالًا بنحو 78.6% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في كل من اجتماعي السياسة النقدية القادمين.
ويركز المستثمرون حاليًا على خطاب باول المنتظر في مؤتمر البنوك المجتمعية بواشنطن، بحثًا عن تلميحات تتعلق بتأثير الإغلاق الحكومي الأمريكي المستمر على الاقتصاد والسياسة النقدية المستقبلية.
وفي بريطانيا، زاد الضغط على الإسترليني بعد أن أعلنت الحكومة رفضها السماح باستخدام الأموال الطارئة لتمويل زيادات الأجور في القطاع العام، في خطوة تهدف إلى كبح تصاعد الأجور وضبط الإنفاق العام. وأكد أمين الخزانة جيمس موراي أن الانضباط المالي ضروري لبناء اقتصاد مستقر، فيما يتوقع محللون أن تلجأ الخزانة إلى خفض الإنفاق أو زيادة الضرائب للحد من العجز المالي المتزايد.
على الصعيد النقدي، لا يزال الغموض يكتنف قرارات بنك إنجلترا (BoE) بشأن خفض الفائدة مجددًا هذا العام، خاصة في ظل تباطؤ الطلب على الوظائف واستمرار ضغوط التضخم. وأكد هيو بيل، كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، أن السياسة النقدية يجب أن تبقى حذرة لضمان بقاء التضخم تحت السيطرة.
فنيًا، يتداول الجنيه الإسترليني دون المتوسط المتحرك الأسي لـ20 يومًا عند 1.3458، ما يشير إلى اتجاه هبوطي مستمر. كما يقترب مؤشر القوة النسبية (RSI) من مستوى 40.00، ما قد يعزز الزخم السلبي في حال كسره نزولًا. وتتمثل منطقة الدعم الرئيسية عند 1.3140، بينما يشكل مستوى 1.3726 حاجز المقاومة الأهم في المدى القريب.