الدولار الأسترالي يتراجع تحت الضغط.. والدولار الأمريكي ينتعش رغم تراجع العوائد
تراجع الدولار الأسترالي قرب مستوى 0.6490 بعد مكاسب سابقة، وسط تعافي الدولار الأمريكي مدعومًا بانخفاض عوائد السندات. وتلعب العوامل الاقتصادية في الصين، إلى جانب التوترات التجارية والسياسات النقدية في الولايات المتحدة وأستراليا، دورًا محوريًا في حركة السوق.

يواصل الدولار الأسترالي تراجعه أمام نظيره الأمريكي خلال تعاملات الثلاثاء، حيث يتداول زوج AUD/USD بالقرب من مستوى 0.6490، منخفضًا من ذروته الأخيرة عند 0.6537 التي سجلها في بداية الأسبوع، وهو أعلى مستوى في ستة أشهر. وتأتي هذه التحركات وسط موجة من التقلبات التي تشهدها الأسواق العالمية، مع استمرار تراجع عوائد السندات الأمريكية وعودة الزخم إلى الدولار الأمريكي.
من جانب آخر، أظهرت بيانات رسمية من الصين – الشريك التجاري الأكبر لأستراليا – نموًا في أرباح القطاع الصناعي بنسبة 3% على أساس سنوي في أبريل، متسارعة من 2.6% في مارس، مما يعكس بعض المرونة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، لا سيما في قطاعات التكنولوجيا والمعدات المتقدمة. هذا النمو يعزز التفاؤل بشأن الطلب الصيني على الصادرات الأسترالية.
في الولايات المتحدة، تعافى مؤشر الدولار (DXY) ليستقر حول 99.10، مدعومًا بانخفاض العوائد على السندات الحكومية طويلة الأجل لليوم الثالث على التوالي، مع استقرار العائد على سندات 10 سنوات عند 4.46% و30 سنة عند 4.96%. هذا التراجع في العوائد يأتي وسط مخاوف متزايدة بشأن الوضع المالي الأمريكي، خاصة مع اقتراب تصويت مجلس الشيوخ على مشروع قانون للرئيس ترامب، من المتوقع أن يرفع العجز بـ 3.8 مليار دولار عبر تخفيضات ضريبية وزيادات في الإنفاق.
سياسات بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تزال في حالة ترقب، حيث أبدى عدد من مسؤولي البنك تحفظهم بشأن التعجيل بأي تغييرات في أسعار الفائدة، خاصة في ظل استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي، وتأثير التهديدات الجمركية المتجددة. كما تترقب الأسواق بيانات اقتصادية هامة مثل طلبيات السلع المعمرة ومؤشر ثقة المستهلك.
على الجانب الأسترالي، يتوقع السوق استمرار توجه البنك المركزي نحو تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة، خاصة بعد الخفض الأخير بمقدار 25 نقطة أساس. وأشارت المحافظة ميشيل بولوك إلى أن البنك مستعد للتدخل بشكل أكبر إذا تدهورت التوقعات الاقتصادية.
وفي سياق العلاقات الجيوسياسية، تراقب الأسواق عن كثب تطورات العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعد تهدئة نسبية وهدنة تمتد 90 يومًا. إلا أن التوترات لا تزال قائمة، كما يتجلى في اعتراض الصين على خطط أسترالية لإلغاء اتفاقية تأجير ميناء داروين لشركة صينية.
من الناحية الفنية، يظهر زوج AUD/USD تحيزًا صعوديًا مع استقرار مؤشر القوة النسبية RSI فوق مستوى 50، ما يشير إلى إمكانية اختبار القمة السابقة عند 0.6537، وفي حال اختراقها قد يستهدف الزوج مستوى 0.6687. بينما على الجانب السلبي، توفر مستويات 0.6456 و0.6380 دعومًا رئيسية، وقد يؤدي كسرها إلى هبوط أعمق باتجاه مستويات لم تُسجل منذ مارس 2020.