الدولار الأسترالي يتراجع تحت ضغط توقعات خفض الفائدة وتعافي الدولار الأمريكي

شهد الدولار الأسترالي تراجعًا ملحوظًا أمام نظيره الأمريكي خلال تعاملات الجمعة، متأثرًا بتزايد التوقعات بأن البنك الاحتياطي الأسترالي قد يلجأ إلى خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية الأسبوع المقبل، في ظل تباطؤ التضخم وارتفاع البطالة وضعف نمو الأجور. وقد استقر سعر صرف زوج AUD/USD حول 0.6510، بعدما فقد جزءًا من مكاسبه الأخيرة التي استمرت لثلاث جلسات متتالية.

وتعززت هذه التوقعات بعد صدور بيانات أظهرت تراجع التضخم الأساسي في أستراليا إلى 2.7% خلال يونيو، ضمن النطاق المستهدف للبنك المركزي، ما يمنحه مساحة أكبر لتيسير السياسة النقدية. وعلى الرغم من ذلك، أظهر الاقتصاد الأسترالي علامات متباينة، حيث ارتفع فائض الميزان التجاري إلى 5.36 مليار دولار في يونيو، مدعومًا بنمو قوي في الصادرات.

في المقابل، استعاد الدولار الأمريكي قوته، مدعومًا بارتفاع مؤشر الدولار إلى مستوى 98.10، في وقت تتجه فيه الأنظار نحو تحركات الفيدرالي الأمريكي. وتشير بيانات سوق العمل إلى تزايد طلبات إعانة البطالة، ما يعزز احتمالات خفض الفائدة الأمريكية الشهر المقبل، وفقًا لأداة CME FedWatch التي تشير إلى احتمالية تقارب 93% لذلك.

سياسيًا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعيين ستيفن ميران عضوًا في مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، كما ألمح إلى إمكانية استبدال جيروم باول برئيس جديد، حيث برز اسم كريستوفر والر كمرشح محتمل. وتأتي هذه التحركات بالتزامن مع تصعيد في السياسات التجارية، شملت تهديدات بفرض تعريفات جديدة على الصين ورسوم جمركية باهظة على واردات الأدوية وأشباه الموصلات، وسط تعقيدات في المفاوضات التجارية مع بكين.

ورغم الضغوط، لا يزال الدولار الأسترالي متماسكًا فوق مستوى 0.6500، مع إشارات فنية تدعم احتمالية تعافٍ محدود على المدى القصير، ما لم يشهد السوق مفاجآت إضافية في مسار السياسات النقدية أو التوترات العالمية.