شهد الدولار الأسترالي (AUD) صعودًا ملحوظًا مقابل الدولار الأمريكي (USD) يوم الاثنين، مسجلاً أعلى مستوى له خلال ستة أشهر، مدعومًا بتراجع قوة الدولار الأمريكي الذي يعاني من الضغوط نتيجة تزايد المخاوف الاقتصادية المرتبطة بالعجز المالي في الولايات المتحدة.
على الرغم من هذا الأداء القوي، قد تواجه العملة الأسترالية بعض الضغوط بسبب التحذيرات المهادنة التي صدرت عن بنك الاحتياطي الأسترالي (RBA). فقد خفض البنك سعر الفائدة الأسبوع الماضي بمقدار 25 نقطة أساس، وأشار محافظه ميشيل بوللوك إلى أن البنك مستعد لاتخاذ المزيد من الإجراءات التيسيرية إذا ساءت التوقعات الاقتصادية، مما يفتح الباب أمام احتمالية خفض جديد في معدلات الفائدة مستقبلاً.
تلقى الدولار الأسترالي دعمًا إضافيًا من تجدد التفاؤل بشأن اتفاق الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين لمدة 90 يومًا، إلى جانب آمال باتفاقيات تجارية جديدة مع دول أخرى. وفي السياق ذاته، يراقب السوق باهتمام العلاقات التجارية بين أستراليا والصين، خاصة بعد اعتراض السفارة الصينية على قرار أستراليا إعادة النظر في تأجير ميناء داروين لشركة صينية، وهو ما وصفته بكين بأنه قرار غير عادل.
في الوقت ذاته، يظل الدولار الأمريكي تحت ضغط مستمر مع تراجع مؤشر الدولار (DXY) إلى مستوى 98.70، متأثرًا بالمخاوف المتعلقة بالعجز المالي المتزايد في الولايات المتحدة. ويُتوقع أن يزيد مشروع قانون "فاتورة واحدة جميلة كبيرة" الذي اقترحه الرئيس ترامب العجز المالي بنحو 3.8 تريليون دولار، ما قد يدفع عوائد السندات إلى مستويات مرتفعة لفترة أطول، وهو ما يرفع تكلفة الاقتراض على المستهلكين والشركات والحكومة.
أبرز المسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أشاروا إلى أن عدم اليقين الاقتصادي يشكل التحدي الأكبر، خاصة مع استمرار النزاعات التجارية والمخاوف من ركود تضخمي محتمل. في الوقت نفسه، واصلت وكالات التصنيف تخفيض التصنيف الائتماني الأمريكي، حيث خفضت وكالة موديز تصنيف الولايات المتحدة من Aaa إلى Aa1، مع توقعات بزيادة الدين الفيدرالي إلى مستويات تاريخية خلال السنوات القادمة.
على الصعيد الفني، ارتفع زوج AUD/USD فوق مستوى 0.6515، مع توقعات بأن يستهدف قريبًا أعلى مستوياته في سبعة أشهر عند 0.6687. أما في الجانب الهبوطي، فإن المتوسط المتحرك الأسي لـ 9 أيام عند 0.6456 يشكل دعمًا فوريًا، يليه المتوسط المتحرك لـ 50 يومًا قرب 0.6378. في حال كسر هذه المستويات، قد يشهد الزوج تراجعًا أكبر نحو مستويات أقل، قد تصل إلى أدنى مستوياته منذ مارس 2020.
