الدولار الأسترالي يرتفع مدفوعًا بفائض تجاري مفاجئ وتراجع الدولار الأمريكي
قفز الدولار الأسترالي بعد إعلان فائض تجاري تجاوز التوقعات، وسط ترقب بيانات البطالة الأمريكية وضعف الدولار، مما عزز شهية المستثمرين نحو العملة الأسترالية.

سجل الدولار الأسترالي ارتفاعًا ملحوظًا مقابل نظيره الأمريكي يوم الخميس، مدعومًا ببيانات إيجابية حول الميزان التجاري المحلي، إذ أعلن مكتب الإحصاءات الأسترالي عن فائض بلغ 5365 مليون دولار في يونيو، متجاوزًا بكثير التوقعات البالغة 3250 مليون، ومعدل الشهر السابق الذي جرى تعديله إلى 1604 مليون. وجاء هذا الأداء نتيجة لارتفاع الصادرات بنسبة 6% وتراجع الواردات بنسبة 3.1%.
يُعزى هذا التحسن في أداء العملة الأسترالية أيضًا إلى ضعف الدولار الأمريكي، الذي يترقب المستثمرون بشأنه صدور بيانات مطالبات البطالة الأسبوعية. وتُظهر مؤشرات السوق أن التباطؤ في سوق العمل الأمريكي يدفع بتوقعات قوية نحو خفض محتمل في سعر الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر، خاصة بعد أن ارتفعت نسبة الاحتمال لهذا الخفض إلى نحو 95% بحسب أداة FedWatch.
من جهة أخرى، تزداد حالة عدم اليقين في السوق مع تحذيرات متكررة من مسؤولي الفيدرالي الأمريكي بخصوص استمرار التحديات في تحقيق استقرار الأسعار، في ظل إشارات متفاوتة من مؤشرات النشاط الاقتصادي. كما تزامن ذلك مع تصعيد سياسي محتمل بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض تعريفات جديدة على الصين بسبب وارداتها من النفط الروسي، ما قد يؤثر على العلاقات التجارية مع أستراليا كون الصين شريكها التجاري الأبرز.
على الصعيد الفني، يتم تداول زوج الدولار الأسترالي/الأمريكي قرب مستوى 0.6500، مدعومًا باختراقه المتوسط المتحرك الأسي لفترة تسعة أيام، في إشارة إلى زخم صاعد على المدى القصير. ومع ذلك، تبقى مؤشرات القوة النسبية دون مستوى الحياد، مما يعكس احتمال وجود تقلبات قادمة. في حال استمرار الزخم الإيجابي، قد يقترب الزوج من مستويات 0.6600 و0.6625، بينما في حال الانعكاس، قد يختبر الدعم عند 0.6495 ومن ثم قيعان سابقة سجلت في يونيو وأغسطس.
وبينما يستفيد الدولار الأسترالي من الأوضاع الاقتصادية الإيجابية محليًا، تبقى التحركات القادمة مرهونة بتطورات السياسة النقدية عالميًا، وبشكل خاص قرارات الفيدرالي الأمريكي والمخاوف الجيوسياسية المتزايدة.