الدولار الأسترالي يصعد بدعم من فوز سياسي وتوسع اقتصادي مستمر وسط تحديات عالمية
ارتفع الدولار الأسترالي مدعومًا بفوز ألبانيز الانتخابي واستمرار توسع قطاع الخدمات للأشهر الخمسة عشر على التوالي، بينما يراقب المستثمرون تأثير السياسات الاقتصادية القادمة والتوترات التجارية العالمية. في المقابل، يعاني الدولار الأمريكي من ضغوط رغم بيانات توظيف قوية وسط جدل سياسي حول الفائدة والتعريفات.

سجل الدولار الأسترالي مكاسب قوية مقابل نظيره الأمريكي مع انطلاق الأسبوع، مدعومًا بعدة عوامل محلية واقتصادية وسياسية. فقد عززت إعادة انتخاب رئيس الوزراء الأسترالي أنطوني ألبانيز لولاية جديدة مدتها ثلاث سنوات الثقة في السوق، خصوصًا بعد تأكيده على تشكيل حكومة تركّز على معالجة تكاليف المعيشة وتعزيز الطاقة النظيفة وخفض الضرائب، في وقت قد ترفع فيه هذه السياسات من الضغوط التضخمية، مما يضع البنك المركزي الأسترالي في موقف حرج بشأن تخفيض أسعار الفائدة.
إلى جانب ذلك، أظهرت البيانات الاقتصادية مؤشرات إيجابية، حيث ارتفع مؤشر مديري المشتريات الخدمي إلى 51.0 في أبريل، محافظًا على النمو للشهر الخامس عشر على التوالي، ما يعكس استمرار التوسع في قطاع الخدمات رغم التباطؤ الطفيف مقارنة بشهر مارس. كما أظهر مؤشر أسعار المستهلكين الصادر عن TD-MI ارتفاعًا في معدل التضخم الشهري بنسبة 0.6%، ما يشير إلى استمرار الضغوط السعرية.
وفي خلفية المشهد، تبقى العلاقات التجارية العالمية في دائرة الضوء، حيث أعلنت الصين أنها تدرس مقترحًا أمريكيًا لاستئناف المحادثات التجارية، رغم غياب مؤشرات واضحة على إجراء لقاءات رفيعة المستوى في المدى القريب. هذه التطورات تؤثر بشكل مباشر على الدولار الأسترالي، نظرًا للعلاقات الاقتصادية الوثيقة بين أستراليا والصين.
على الصعيد الفني، يتداول زوج AUD/USD بالقرب من 0.6460، مقتربًا من أعلى مستوى له في خمسة أشهر. ويواصل السعر التحرك فوق المتوسطات المتحركة الرئيسية مع مؤشرات فنية إيجابية تعزز الزخم الصعودي. ومع ذلك، فإن أي تراجع دون مستويات الدعم الفنية قد يغيّر الاتجاه نحو الهبوط على المدى المتوسط.
أما على الجبهة الأمريكية، فرغم صدور بيانات توظيف قوية في أبريل، لا يزال الدولار الأمريكي تحت الضغط، في ظل تصاعد الجدل حول السياسات التجارية المحتملة، حيث لوّح الرئيس ترامب بتوسيع نطاق التعريفات، بما في ذلك فرض رسوم بنسبة 100% على بعض السلع المستوردة. كما أكد ترامب أنه لا ينوي تغيير رئاسة الاحتياطي الفيدرالي قبل انتهاء فترة جيروم باول، رغم انتقاداته المستمرة لسياسته.