الدولار الأسترالي ينتعش قرب 0.65 بدعم من توقعات تضخم قوية وتراجع الدولار الأمريكي مع رهانات خفض الفائدة الأمريكية
حقق الدولار الأسترالي مكاسب قوية أمام نظيره الأمريكي بعد تصريحات من مسؤولي البنك الاحتياطي الأسترالي حول ارتفاع التضخم، بينما تراجع الدولار الأمريكي بفعل توقعات الأسواق بخفض جديد للفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي.
ارتفع الدولار الأسترالي أمام الدولار الأمريكي خلال تعاملات الأربعاء، مدعومًا بتعليقات متفائلة من نائبة محافظ البنك الاحتياطي الأسترالي، سارة هانتر، التي أشارت إلى أن بيانات الاقتصاد الأسترالي الأخيرة جاءت أقوى من التوقعات، وأن التضخم في الربع الثالث قد يفوق التقديرات السابقة. وأضافت أن سوق العمل يبدو أكثر صلابة مما كان متوقعًا، رغم بقاء حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد العالمي مرتفعة.
وفي المقابل، يواجه الدولار الأمريكي ضغوطًا متزايدة بعد أن أكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أن البنك يستعد لتخفيض جديد في أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية خلال أكتوبر، في خطوة تعكس قلقه من تباطؤ التوظيف وضعف زخم الاقتصاد الأمريكي. وتشير أداة CME FedWatch إلى أن الأسواق تسعّر حاليًا احتمالية تتجاوز 90% لخفضين متتاليين للفائدة، أحدهما في أكتوبر والآخر في ديسمبر.
وفي الصين، أظهرت البيانات الاقتصادية تراجع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.3% على أساس سنوي خلال سبتمبر، في تراجع أكبر من التوقعات، ما يعكس استمرار الضعف في الطلب المحلي. كما تراجع فائض الميزان التجاري الصيني إلى 645 مليار يوان، في إشارة إلى تباطؤ طفيف في النمو التجاري. هذه التطورات تهم المتداولين الأستراليين بشكل خاص نظرًا للعلاقة الاقتصادية الوثيقة بين الصين وأستراليا، حيث تعد الصين أكبر شريك تجاري لكانبيرا.
على الصعيد التجاري العالمي، تصاعدت التوترات بين واشنطن وبكين من جديد بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض قيود إضافية على الواردات الصينية ردًا على سياساتها التجارية الأخيرة، بما في ذلك فرض رسوم على السفن الأجنبية وضوابط على المعادن النادرة. وجاءت هذه التصريحات بعد ساعات فقط من تصريحات أكثر تفاؤلًا بشأن العلاقات التجارية، مما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق.
أما محاضر اجتماع البنك الاحتياطي الأسترالي لشهر سبتمبر فأظهرت أن المجلس ما زال يرى السياسة النقدية مقيدة نسبيًا، رغم التحديات المستمرة مثل ضعف نمو الأجور وتراجع الاستهلاك. وأشارت التوقعات الأخيرة إلى أن التضخم قد يتجاوز التقديرات في الربع الثالث، بينما تظل التوجهات المستقبلية للبنك حذرة وتعتمد على البيانات الاقتصادية القادمة.
من الناحية الفنية، يتحرك زوج الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي (AUD/USD) بالقرب من مستوى 0.6500 داخل قناة سعرية هابطة، مع بقاء مؤشرات القوة النسبية في منطقة دون مستوى 50، ما يعكس تحيزًا هبوطيًا محدودًا. ويُتوقع أن يشكل نطاق 0.6450 – 0.6410 منطقة دعم رئيسية، في حين أن اختراق المقاومة عند 0.6550 قد يعزز الزخم الصعودي ويفتح الطريق نحو اختبار مستويات 0.6590 ثم 0.6700 على المدى القريب.
